كتابة الفتاة لمشاعرها الداخلية وحبها لشخص مع الاحتفاظ بذلك لنفسها

0 24

السؤال

أنا فتاة مراهقة، لدي الكثير من المشاعر داخلي، ولا أحب أن أبوح بها لأحد من باب الحياء، أو بسبب خشيتي أن تفتضح أسراري.
فالطريقة التي أحب أن أعبر بها عن مشاعري هي: كتابتها في كتاب مذكرات، ثم أغلقه بعد الانتهاء من الكتابة.
فهل يجوز لي أن أكتب فيه كل ما في داخلي حتى لو كان من الغزل، أو أعبر فيه عن إعجابي بشاب، وأحلم بحياتي معه؟
وهل يجوز لي أن أكتب فيه سرا أخبرتني إياه صديقتي، وأنا متأكدة أنه لن يقرأ المكتوب أحد؟
بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فالأصل أنه لا حرج في كتابة المرء مشاعره في مذكرات أو غيرها، ما لم تتضمن أمرا محرما في ذاته، أو تتضمن ما يكون ذريعة إلى الشر والفساد. كما هو الأمر في حال السائلة.

وكتابتها  لمشاعرها تجاه شاب معين تحبه، وتحلم بالحياة معه، مما يعزز تعلق القلب به، وربما ترتب على ذلك ما هو أخطر وهو أن يصاب القلب بداء العشق، وهو مطلوب علاجه لا تعزيزه في النفس.

وراجعي للمزيد، الفتوى: 9360.

وكتابة السر لا حرج فيها، ولا يعتبر بمجرده إفشاء له، ولكن نخشى أن يطلع عليه الآخرون ولو بعد موت كاتبه، فينبغي اجتناب ذلك.

ولمعرفة حكم إفشاء السر، انظري الفتوى: 299254.

وننبه إلى أمرين:

الأمر الأول: أن وقت المسلم من أغلى ما يملكه، فينبغي أن يجتهد في استغلاله فيما ينفعه في دينه ودنياه، من العلم النافع والعمل الصالح، ونشر الخير والفضيلة، والتعاون مع الأخيار على البر والتقوى.

روى البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ.

وفي سنن الترمذي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وماذا عمل فيما علم.

الأمر الثاني: أن المراهقة تعني مقاربة البلوغ، ولكن بعض الناس يطلقها على شخص يكون قد بلغ حقيقة، وأصبح مكلفا مسؤولا عن تصرفاته. وهذا مفهوم ينبغي أن يصحح، ولمعرفة علامات البلوغ يمكن مراجعة الفتوى: 26889.

وهنالك جانب آخر مهم وهو أن مصطلح المراهقة قد يعتبره بعض الشباب والشابات مبررا لما قد يقع فيه من الشر والفساد.

هذا مع العلم بأن بعض الفقهاء قد ذكر أن من قارب البلوغ كالبالغ في بعض الأحكام كالنظر مثلا.

كما سبق بيانه في الفتوى: 72644.

 والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات