السؤال
لماذا نجد قصة سيدنا موسى -عليه السلام- ترد بصيغة المفرد تارة، وتارة بصيغة المثنى (مقترنة بسيدنا هارون)؟
لماذا نجد قصة سيدنا موسى -عليه السلام- ترد بصيغة المفرد تارة، وتارة بصيغة المثنى (مقترنة بسيدنا هارون)؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أفردت الضمائر العائدة على موسى -عليه الصلاة والسلام- في القرآن الكريم عندما كان اللفظ موجها إليه هو على انفراده، نحو قوله تعالى: وهل أتاك حديث موسى * إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى {طه:9-10}، إلى قوله تعالى: قال قد أوتيت سؤلك يا موسى* ولقد مننا عليك مرة أخرى {طـه:36-37}، إلى قوله: اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري {طـه:42}.
وعندما كان الخطاب موجها إليه وإلى أخيه، كانت الضمائر مفيدة للتثنية، نحو قوله تعالى: ولا تنيا في ذكري * اذهبا إلى فرعون إنه طغى * فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى * قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى {طه:42-45}، وقصة موسى، وأخيه، هي أكثر القصص ورودا في القرآن، وتكون دائما على النحو المذكور، فما وجه السؤال إذن؟
وإذا كان السائل الكريم يعني أنه قد ورد في قول الله تعالى: إنا رسولا ربك {طـه: 47} بتثنية رسول، وورد: إنا رسول رب العالمين {الشعراء: 16} بالإفراد، فهذا قد أجاب عنه أهل التفسير: قال البغوي عند قول الله تعالى: إنا رسول رب العالمين: ولم يقل: رسولا رب العالمين؛ لأنه أراد الرسالة، أي: إنا ذو رسالة رب العالمين، كما قال كثير:
لقد كذب الواشون ما بحت عندهم بسر ولا أرسلتهم برسول.
أي: بالرسالة، وقال أبو عبيدة: يجوز أن يكون الرسول بمعنى الاثنين، والجمع، تقول العرب: هذا رسولي ووكيلي، وهذان وهؤلاء رسولي ووكيلي، كما قال الله تعالى: وهم لكم عدو.
وقيل: معناه: كل واحد منا رسول رب العالمين. انتهى.
والله أعلم.