السؤال
هل هناك أعمال تكافئ صيام النوافل؟ فأنا أعمل في مستشفى، وأعود من العمل لأعمال المنزل، والأولاد الصغار.
وأعاني من الضغط المنخفض، والشعور بالدوخة طول الوقت. ولو صمت سأتعب جدا. ولكن أشعر بالذنب الشديد لعدم صيامي النوافل، وفوات مواسم الطاعات. وأريد أن أعمل عملا يكافئ ثوابه الصوم، أو أجتهد في أشياء نافعة.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فزادك الله حرصا على الخير ورغبة فيه، واعلمي أن عملك إن احتسبت فيه نفع المسلمين، وقيامك على خدمة أولادك ورعايتهم. كل هذا مما تؤجرين عليه، والله لا يضيع أجر المحسنين.
والأفضل من الأعمال ما كان أصلح لقلب العبد، وقد كان بعض السلف يترك صوم التطوع لكونه يضعفه عن قراءة القرآن.
وقد قيل لعبد الله يعني ابن مسعود: إنك تقل الصوم، فقال: إني أخاف أن يمنعني من قراءة القرآن، فإن قراءة القرآن أحب إلي من الصوم. رواه ابن أبي شيبة في المصنف.
فاشغلي نفسك ما استطعت بذكر الله -تعالى- تسبيحا وتحميدا، وتكبيرا وتهليلا، وصلاة على النبي -صلوات الله عليه-، وأكثري من قراءة القرآن، وما قدرت عليه من الطاعات المتيسرة.
ولا ذنب عليك في ترك صوم التطوع، فإنه غير واجب. ويسعك الاستعاضة بما قدرت عليه من فعل الخير، ومن الأعمال ما تحصلين به ثواب الصوم -إن شاء الله- كنصح القادر عليه به، فإن الدال على الخير كفاعله. وتفطير الصائمين حيث تيسر لك، ففي الحديث: من فطر صائما كان له مثل أجره، لا ينقص ذلك من أجر الصائم شيئا. رواه ابن ماجه.
وحسن الخلق يبلغ به العبد المنازل العلية، فحسني خلقك ما استطعت. ففي الحديث: ما يوضع في الميزان يوم القيامة أفضل من حسن الخلق، وإن الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة صاحب الصوم والصلاة. رواه الترمذي عن أبي الدرداء رضي الله عنه.
وبالجملة؛ فمتى فتح لك في باب من أبواب الخير فالزميه؛ فإن الله -تعالى- شكور يشكر اليسير، ويثيب عليه الثواب الجزيل.
والله أعلم.