السؤال
أنا شاب تائب، والحمد لله، لكن في رمضان الماضي وقعت لي مشكلة، وهي أنني استمنيت، وشعرت بالذنب، وبحثت عن ماذا علي أن أفعل؟ وكنت قلقا كثيرا، فقرأت فتوى أنه يجب علي القضاء، واعتقدت أن المقصود أنه يجب علي الإفطار. كنت جاهلا بالمعنى، ولم أعلم أن هناك كفارة، أو أن هذا إثم كبير. وأكلت بدون علم أي أحد من عائلتي؛ لأنني قرأت الفتوى جاهلا المعنى المقصود.
المشكلة أني تذكرت هذا الذنب اليوم في رمضان الحالي، ولا أعلم ماذا يجب علي فعله، وأشعر بالذنب الكبير حتى بعد التوبة.
أفيدوني، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهنيئا لك التوفيق للتوبة، فقد قال الله تعالى: إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين {البقرة:222}.
وقد جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله: التائب من الذنب، كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.
وفي الصحيحين أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه، من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة، فاضطجع في ظلها، قد أيس من راحلته، فبينا هو كذلك إذا هو بها، قائمة عنده، فأخذ بخطامها، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي، وأنا ربك. أخطأ من شدة الفرح.
واعلم أن ما أقدمت عليه من العادة السرية محرم في رمضان وغيره, لكنه في رمضان أشد إثما؛ لأنه شهر عظيم، يضاعف فيه ثواب الطاعة, كما تغلظ فيه عقوبة المعصية.
وإذا كان ما فعلت لم يترتب عليه إنزال المني، فصيامك صحيح، وإن نزل منك مني، فقد بطل صيامك، ووجب عليك القضاء.
وفي حال بطلان صيامك, فالواجب عليك الامتناع عن الأكل، والشرب، وسائر المفطرات في بقية يومك، وإن كان صيامك باطلا.
جاء في الموسوعة الفقهية: كذلك يلزم إمساك بقية اليوم لكل من أفطر في نهار رمضان، والصوم لازم له، كالمفطر بغير عذر. انتهى.
وبناء عليه؛ فالواجب عليك صدق التوبة إلى الله -تعالى- من انتهاك حرمة الشهر، وقضاء ذلك اليوم الذي أفطرته.
وعليك أن تجتهد في تعلم ما يهمك من أحكام الشرع.
وانظر الفتاوى: 127123، 222418، 113612 ، 7828، 164889.
والله أعلم.