السؤال
امرأة أصيبت بمس من الجان. وقد عملت عدة أعمال مثل الاختفاء ليلا وشرب الماء بكمية كبيرة تصل إلى لترين أو أكثر في المرة الواحدة وغيره وقد تحدث الجان مع أهل المرأة عدة مرات وكانت جنية وأخبرت عدة أشياء منها عدم الذهاب للمشايخ الذين يقرؤون القرآن وهددت بإخفاء المرأة نهائيا ثم طلبت الذهب وقد اشترى أهل المرأة الذهب وألبسوه المرأة وقد اختفى بعد ذلك. فضيلة الشيخ ما قولكم في هذه الواقعة الحقيقية. وهل تصرف أهل المرأة صحيح من حيث عدم الذهاب للمشايخ لإخراج الجان وشراء الذهب؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فتلبس الجني بالإنسي أمر معلوم وواقع، والأدلة عليه كثيرة من الكتاب والسنة، ومن ذلك قوله تعالى: (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) [البقرة: 270].
وما في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنها أنه قال لعطاء: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قال: بلى. قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: "إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي. قال: إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك، قالت أصبر. قالت: فإني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف فدعا لها". إلى غير ذلك من الأدلة.
ولا يجوز الاستجابة لما تطلب الجنية من ذهب أو غيره، فإن ذلك مما يزيد من تسلطها وطغيانها وطمعها في البقاء، وعلى أهل المرأة أن يذهبوا بها إلى معالج من أهل الدين والاستقامة ممن يعالج بالرقى الشرعية لا بالسحر والخرافة، ولو كان المعالج رجلا، بشرط وجود المحرم وستر العورة.
وإخراج الجني عن طريق القرآن أمر معلوم مشهور، ولذا تفر الجنية من ذلك وتأباه كما في السؤال.
وينبغي لهذه المرأة أن تكثر من الطاعة والعبادة، صلاة وصوما ودعاء وذكرا وصدقة، وملازمة لأذكار الصباح والمساء والنوم والطعام والدخول والخروج، فإن الذكر هو الحصن الحصين الذي يهرب منه الشيطان، ويشرع كذلك قراءة آيات من القرآن كآية الكرسي، والمعوذات على ماء تشربه المصابة، وتغسل به مواضع الألم من جسدها. والله أعلم.