السؤال
استعملت الغش في العام الأول في امتحان الباكلوريا، وفي العام الثاني أخذت قرارا بأني سأدرس وأنجح بمجهودي الخاص. والسبب أن أمي تريد مني النجاح بتعصب، ولا يمكن أن تساعدني في مشروع، أو ما أشبه ذلك إلا بشهادة الباكلوريا، مع العلم أن هذه الشهادة لا تنفعني بشيء. ولكن لم أستطع النجاح في العام الثاني، وأصبحت الباكلويا عقدة بالنسبة لي. ولم تتفهمني أمي من هذه الناحية، والرسوب تسبب في الكثير من المشاكل، والتوتر بيني وبين أمي.
والآن أفكر في تدليس شهادة البكالوريا، وعدم استغلالها في عمل، أو ما أشبه ذلك؛ لأسباب:
السبب الأول والرئيس: لأعيش أنا وأمي بعيدا نسبيا عن المشاكل، خصوصا أنها تقدمت في العمر، وفي نفس الوقت محاولة إرضائها.
السبب الثاني: استغلال الدعم من أمي ماديا لتحسين ظروف العيش.
فهل يجوز هذا شرعا؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فتدليس الشهادات من الغش والتزوير المحرم. قال الله تعالى: فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور. [الحج:30].
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: من غش فليس منا. رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر. ثلاثا، قلنا: بلى يا رسول الله قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئا فجلس، فقال: ألا وقول الزور، وشهادة الزور. فما زال يكررها حتى قلنا: ليته يسكت. متفق عليه.
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: ضابط الزور: وصف الشيء على خلاف ما هو به. وقد يضاف إلى القول فيشمل الكذب والباطل، وقد يضاف إلى الشهادة فيختص بها. وقد يضاف إلى الفعل، ومنه: لابس ثوبي زور، ومنه: تسمية الشعر الموصول: زورا. اهـ.
فلا يجوز لك الغش والتزوير، ولو لإرضاء أمك، فضلا عن استغلال دعمها المادي بهذه الشهادة المزورة.
وإياك أن ترضي المخلوق وتسخط الخالق، فقد قال صلى الله عليه وسلم: من التمس رضا الله بسخط الناس؛ رضي الله عنه، وأرضى الناس عنه. ومن التمس رضا الناس بسخط الله؛ سخط الله عليه، وأسخط عليه الناس. أخرجه الترمذي وابن حبان واللفظ له.
فاجتهد -أيها السائل- في دراستك، واستعن بالله، واسأله التوفيق، وكن صادقا في القول والعمل، تنل غايتك بإذن الله تعالى.
والله أعلم.