السؤال
ما هو الأقرب والأصح لمخاطبة المسلمين داخل المسجد: يا أيها الناس، أو يا أيها المسلمون، أو يا أيها المؤمنون، لأنني أحس أنني متهم في ديني عندما أكون في المسجد وأخاطب كأنني من عامة الناس؟
وشكرا.
ما هو الأقرب والأصح لمخاطبة المسلمين داخل المسجد: يا أيها الناس، أو يا أيها المسلمون، أو يا أيها المؤمنون، لأنني أحس أنني متهم في ديني عندما أكون في المسجد وأخاطب كأنني من عامة الناس؟
وشكرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكل هذه العبارات تصلح لمخاطبة المسلمين بها داخل المسجد أو غيره، والغالب في خطاب القرآن لأهل الإيمان بنداء الإيمان: يا أيها الذين آمنوا ـ والشواهد على ذلك كثيرة في آيات الذكر الحكيم.
ولم تذكر لنا ما يدعوك لأن تشعر بكونك متهما في دينك، فإن كان لمجرد كون الخطيب يخاطب المصلين بـ: يا أيها الناس، فلا يعني ذلك بحال أن يكون المخاطب متهما في دينه، أو أن الخطيب يتهم الناس في دينهم، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب أصحابه بهذه العبارة، ففي صحيح مسلم من حديث جابر الطويل حين كسفت الشمس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبته: يا أيها الناس؛ إنما الشمس والقمر آيتان من آيات الله، وإنهما لا ينكسفان لموت أحد من الناس، فإذا رأيتم شيئا من ذلك فصلوا حتى تنجلي.... الحديث.
وإن كان هذا الشعور بسبب شيء من الوسوسة فأعرض عنها تماما، فالإعراض من أفضل ما تعالج به الوسوسة، جاء في فتاوى ابن الصلاح: الموسوس عليه الإعراض عن الوسوسة أصلا، فإنه -إن شاء الله تعالى- سيخزى بعد ذلك شيطانه، وتزايله وسوسته، وتصلح في النية حالته، وإن لم يفعل؛ فإنما هو متحقق بما قاله إمام الحرمين؛ إذ يقول: الوسوسة مصدرها الجهل بمسالك الشريعة، أو نقصان في غريزة العقل، ونسأل الله العظيم لنا وله العافية. اهـ.
وهذه الوسوسة من كيد الشيطان، فإن انتابتك فاستعذ بالله ليرد عنك كيده، روى أحمد، وأبو داود عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني أحدث نفسي بالشيء، لأن أخر من السماء أحب إلى من أن أتكلم به، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة.
وعليك بالإكثار من ذكر الله تعالى وتلاوة القرآن، والحرص على العلم النافع، والعمل الصالح.
والله أعلم.