السؤال
خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر أصاب الناس فيه شدة فقال عبد الله بن أبي لأصحابه: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله. قال زهير: وهي قراءة من خفض حوله.
السؤال الأول: ما معنى وهي قراءة من خفض حوله؟
السؤال الثاني: لماذا لا توجد جملة من حوله في المنافقون الآية 6، هل نسخت؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الذي سألت جزء من حديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، ولفظه: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا الحسن بن موسى حدثنا زهير بن معاوية حدثنا أبو إسحق أنه سمع زيد بن أرقم يقول: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر أصاب الناس فيه شدة، فقال عبد الله بن أبي لأصحابه: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله. قال زهير: وهي قراءة من خفض حوله. اهـ.
وعبارة "من حوله" ليست موجودة في القرآن الكريم، ولم يقصد الراوي (زهير بن معاوية) ذلك، وإنما أراد حكاية كلام عبد الله بن أبي . وقيل: إن عبارة "من حوله" وردت في قراءة عبد الله بن مسعود، وهو محمول على أنها زيادة تفسيرية من عبد الله بن مسعود. ولم يرد في القرءان إلا بعض كلام عبد الله بن أبي، فلم ترد فيه عبارة "من حوله"، إذ لا حاجة إليها فالكلام يفهم من دونها.
جاء في مصابيح الجامع للدماميني: وأما قول زيد بن أرقم: فسمعت عبد الله بن أبي ابن سلول يقول: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله، فهذه الزيادة الواقعة فيه، وهي قوله: "من حوله" موجودة في قراءة ابن مسعود، ولم تثبت في شيء من المصاحف المتفق عليها، ويمكن أن يكون ابن مسعود أدخلها على جهة التفسير، وزيادة البيان؛ كما فعل في حروف كثيرة وقعت في مصحفه. انتهى.
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: قوله: فسمعت عبد الله بن أبي، هو بن سلول رأس النفاق، وقد تقدم خبره في تفسير براءة.
قوله: يقول لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله، هو كلام عبد الله بن أبي، ولم يقصد الراوي بسياقه التلاوة، وغلط بعض الشراح فقال: هذا وقع في قراءة ابن مسعود، وليس في المصاحف المتفق عليها، فيكون على سبيل البيان من ابن مسعود، قلت: ولا يلزم من كون عبد الله بن أبي قالها قبل أن ينزل القرآن بحكاية جميع كلامه. اهـ.
والله أعلم.