أنا طالب في المرحلة الجامعية، وأعيش في أسرة متوسطة الحال، ووالداي متقاعدان. أمي دائما تتحمل معظم نفقات المنزل لي، ولها (منها متطلباتي، والمأكل، والمشرب)، وهنالك خلافات بينها وبين أبي منذ زمن طويل، ولكن نعيش في نفس المنزل، وأبي لا ينفق على المنزل إلا قليلا جدا، فظللت أبحث عن عمل؛ لكي أساعد نفسي في مصروفاتي الجامعية، وحياتي بشكل عام، حتى حصلت على وظيفة بدوام جزئي، ولكن أخي، وأمي، ومعظم العالمين بعملي ذلك حدثوني أن لا أخبر أبي أنني أعمل؛ لكي لا يتوقف عن الإنفاق على المنزل، مع العلم أنني أساعد في البيت ببعض المتطلبات، ولا أطلب من أبي أي مال، حتى إنه لم يسألني من أين أتيت بهذا المال، وكيف تنفق على نفسك، وأنا لا أعطيك مصروفا يوميا؟!. هو لا يكترث بأمري في ذلك الشأن أبدا، وعندما أحاول أن أطلب منه القليل من المال بعد حوالي أشهر من عدم أخذي من أمواله شيئا، يحدثني أنه لا يملك المال.
أريد رأيكم في ذلك الأمر، وهل يحرم عدم إخباره بعملي هذا؟ وسوف أحاول أن أقول له في وقت الدوام: إنني بالخارج أصنع بعض الأشياء.
وأيضا ما جزاء أمي عما تفعله حتى تجعلني في غنى، وتلبي متطلباتي عكس أبي.
وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا حرج عليك -إن شاء الله- في إخفاء أمر هذا العمل عن والدك، ولا سيما إن كان إخبارك إياه قد يترتب عليه عدم قيامه بما يجب عليه من النفقة في البيت، وإن قدر أن سألك فيمكنك أن تستخدم معه المعاريض.

وننبه إلى أن هنالك خلافا بين الفقهاء في حكم نفقة الولد البالغ القادر على الكسب، سبق بيانه في الفتوى: 66857. وفيها أيضا بيان حكم نفقة التعليم.

 وننصح بأن يتدخل العقلاء؛ ليصلحوا بين أبيك وأمك فالصلح خير.

والله أعلم.