السؤال
هل صحيح ما يروى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد تلقى آية الكرسي من الشيطان؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالقصة التي تشير إليها إنما تنسب إلى أبي هريرة أخرجها له النسائي، ورواها البخاري تعليقا، وأما عمر فقد نسبت له قصة أخرى بأسانيد ليست بالقوية جدا، فقد أخرج الطبراني في معجمه الكبير عن عبد الله بن مسعود قال: لقى رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من الجن، فصارعه فصرعه الإنسي، فقال له الجني عاودني، فعاوده فصرعه، فقال له الإنسي إني لأراك ضئيلا شحيبا كأن ذريعتيك ذريعتا كلب، فكذلك أنتم معشر الجن، أو أنت منهم كذلك، قال لا والله إني منهم لضليع، ولكن عاودني الثالثة، فإن صرعتني علمتك شيئا ينفعك، فعاوده فصرعه، قال: هات علمني، قال هل تقرأ آية الكرسي؟ قال: نعم، قال: إنك لن تقرأها في بيت إلا خرج منه الشيطان، له خبج كخبج الحمار لا يدخله حتى يصبح، قال رجل من القوم يا أبا عبد الرحمن من ذاك الرجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: فعبس عبد الله وأقبل وقال من يكون هو إلا عمر رضي الله عنه؟.
فالقصة الأخيرة لا تنسب إلى الشيطان وإنما إلى جني وليس كل جني شيطانا، ثم على تقدير صحتها فإن عمر رضي الله عنه لم يتلق الآية من الجني بل كان يحفظها ويقرؤها قبل ذلك، والجني إنما علمه أن قراءتها سبب لخروج الشياطين من المكان.
والله أعلم.