السؤال
لقد اتخذت من مسيحية صديقة لي لمدة لا تقل عن ثمانية أشهر وتعاملني معاملة حسنة، وتقول بأنها تحبني لكنها أحيانا كانت تسبب لي بعض الإزعاج وهي بعد ذلك تحاول وبشتى الوسائل أن أسامحها وأفعل ذلك ولكن في الفترة الأخيرة حدث خلاف بيني وبينها وربما لترضيني قالت لي بأنها مستعدة بأن تصبح مسلمة وتعلن إسلامها، ولكن ضمن شروط وقلت لها إني لا أحبك ولم أحببك ولا أريد صداقتك ولا أريد حتى رؤيتك وإن قابلتك فلن أسلم عليك رغم أني قد سامحتها، ولكن هذه المرة لا أريد فتح صفحة جديدة وبداية معها لأني لم أعد أطيق تصرفاتها عندئذ أصبحت تتصرف كالذي فقد عقله وتتهمني بأني خدعتها طوال تلك الفترة وجعلتها تعيش في وهم وضيعت وقتها وجهدها فهل ما فعلت فيه من الصواب دلوني أكرمكم الله؟ وشكرا لكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا مانع شرعا من التعامل مع الكفار بالضوابط الشرعية، بحيث لا تصل المعاملة معهم إلى المحبة والمودة والرضى بما هم عليه والموالاة لهم، وإنما يجب أن يبقى التعامل معهم في حدود الإنصاف لهم والعدل معهم والإحسان إليهم، إذا كانوا مسالمين (غير محاربين)، كما قال الله تعالى: لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين* إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون [الممتحنة: 7-8].
وما دامت هذه المرأة تريد الإسلام فعليك أن تسامحيها وتقبلي معذرتها، ولعل هذا خير ساقه الله تعالى إليك لتكوني سببا في هدايتها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. رواه البخاري ومسلم، وقد كان السلف الصالح يبذلون كل غال ونفيس لهداية الناس وتأليف قلوبهم حتى يدخلوا في الإسلام، نسأل الله تعالى التوفيق والهداية للجميع.
والله أعلم.