حكم حُبِّ الرجلِ امرأةً أجنبية ودعائه لها

0 13

السؤال

أريد أن أسأل عن الحب، مع أنني في العادة لا تستهويني هذه الأمور أبدا، إلا أنه يبدو أنني وقعت في حب فتاة، وما نجم عن ذلك أنني صرت أدعو لها بالخير والهداية، إذ إنني حقا أتمنى لها الجنة، وأحيانا أتخيل نفسي وكأنني أحدثها في الدين والآخرة. أتمنى أن لا تفهموني خطأ، فأنا لا أفكر فيها بشهوة، أو شيء من هذا القبيل، بل لا أفكر في الزواج منها أصلا، فأنا لا أراها إلا مرة، أو مرتين في العام على كل حال. فهل هذا الحب حب نقي مقبول؟ أم يدخل ضمن العشق المذموم؟ وإذا كان عشقا، فهل يعني أنه يجب أن أتوقف عن الدعاء لها؟
أشكركم على جهودكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالأصل أن المشاعر القلبية لا مؤاخذة على المسلم فيها إن لم يترتب عليها عمل، فقد قال الله تعالى: وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما {الأحزاب: 5}،

وثبت في الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن الله تجاوز لأمتى ما حدثت به أنفسها، ما لم يتكلموا، أو يعملوا به.

 فإن كان هذا الحب لم يتجاوز الشعور النفسي، فلا مؤاخذة عليك فيه، ولا يعتبر من العشق المذموم، ولكن عليك أن تكون على حذر من الاسترسال في هذه المشاعر، لئلا تصل إلى هذا العشق الذي تخشاه، وحتى لا تقع معها بسببه فيما لا يرضاه الله عز وجل، والشيطان للإنسان بالمرصاد، فقد يستدرجك لذلك، وقد قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر.... الآية {النور: 21}.

ولا حرج عليك شرعا في الدعاء لها بخير، كأي فرد من أفراد المسلمين الذين يشرع الدعاء لهم، قال الله سبحانه: والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم {الحشر: 10}.

وفي صحيح مسلم عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب، إلا قال الملك: ولك بمثل

 وإن كانت هذه الفتاة صالحة، وأمكنك الزواج منها لكان ذلك  حسنا، روى ابن ماجه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لم ير للمتحابين مثل النكاح

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة