من طرق الوقاية من جارة السوء

0 378

السؤال

جزاكم الله خيرا على هذا المركز الهادف للفتاوى..
لي جارة تسكن في الطابق الأعلى وأنا في الطابق الأسفل مع زوجي و أولادي لا تنقطع عن التجسس علينا والتنصت إلينا و التعليق على كلامنا بالتجريح مرة و بالتقليد لكلامنا وأفعالنا مرة أخرى.. غفر الله لها تطل علينا أيضا إذ كثيرا ما نراها تفعل ذلك و الله على ما أقول شهيد.. سؤالي هو كيف نتعامل مع هذه المرأة التي تؤرقنا كثيرا بتصرفاتها ولولا علمنا بحقوق الجار و كبحنا لجماح الغضب الذي يشتعل كثيرا بسبب تصرفاتها اللا أخلاقية و الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم لكنا أوقفناها عند حدها أو وصلنا معها إلى ما لا تحمد عقباه.. بكل صراحة هي تضغط على أنفسنا ولا نستطيع التصرف في بيتنا بحرية لتنغيصها لنا.. هل نصبر و نزداد صبرا خصوصا لاستحالة تغييرنا للبيت لظروف واردة.. للإشارة هي أيضا متزوجة وأم لولد صغير..

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

  فإنا ننصحك في علاج هذه المسألة بأمور:

1ـ ننصحك بالصبر على جارتك ودفع إساءاتها بالإحسان والعفو

عملا بقول الله تعالى : (وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم)(التغابن: 14) . وعملا بقوله )ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) (فصلت:35)

وعملا بحديث الصحيحين: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره

2ـ المحافظة على صلاة الصبح وتحريض الزوج والأبناء على الذهاب لصلاتها في المسجد فان من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله . رواه مسلم من حديث جندب بن عبد الله 

3ـ محافظتكم جميعا على الأذكار الصباحية والمسائية فهي حصن من شر كل ذي شر بإذن الله ويمكن أن تأخذوها من كتاب حصن المسلم وهو موجود في الإنترنت

4ـ دعوة جارتكم للإيمان والأخلاق الفاضلة عن طريق الحوار معها إن أمكن وإعارة الرسائل والأشرطة النافعة والكلام معها بواسطة صديقه أخرى ودعوة زوجها بواسطة من يؤثر كلامهم

فلعلها إذا علمت حكم إيذاء الجيران والوعيد المترتب عليه رجعت عنه 

ففي حديث الصحيحين : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره وفي المستدرك عن أبي هريرة قيل يا رسول الله إن فلانة تصلى الليل وتصوم النهار وفي لسانها شئ يؤذي جيرانها سليطة قال لا خير فيها هي في النار.. صححه الحاكم ووافقه الذهبي

5ـ مخالفتها بالتي هي أحسن وإفشاء السلام عليها فإن ذلك يوقع المحبة بين الناس والتقدير والاحترام ففي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء  إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم

6ـ مناقشة الموضوع معها بهدوء وبيان استيائكم مما يصدر لكم منها

7ـ إن لم تجد هذه الوسائل نذكركم بقصة حصلت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقد روى البخاري في الأدب المفرد والحاكم عن أبي هريرة  رضي الله عنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فشكا إليه جاره فقال يا رسول الله إن جاري يؤذيني فقال أخرج متاعك فضعه على الطريق فأخرج متاعه فوضعه على الطريق فجعل كل من مر عليه قال ما شأنك قال إني شكوت جاري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرني أن أخرج متاعي فأضعه على الطريق فجعلوا يقولون اللهم العنه اللهم اخزه قال فبلغ ذلك الرجل فأتاه فقال ارجع فو الله لا أوذيك أبدا صححه الحاكم وسكت عليه الذهبي وقال الألباني في تحقيقه الأدب المفرد حسن صحيح.

والله أعلم.

 

 

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة