الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الفأل الحسن، وحسن الظن بالله تعالى، والثقة بالنفس مع التوكل على الله تعالى؛ أمور مطلوبة شرعا.
والمسلم يتعين عليه أن يحسن الظن بالله، وأنه لن يخذله، وعليه كذلك أن يتفاءل لنفسه بالخير والنجاح دائما، وأن يستمر في السعي في سبيل الارتقاء لتحصيل الكمال، ويوظف لذلك فكره وجميع طاقته، ويبذل جهده وما تيسر له من الوسائل المشروعة في سبيل الوصول إلى أهدافه، فقد قال الله تعالى: فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين [سورة آل عمران: 159].
وفي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني ....
وفي رواية في مسند أحمد: قال الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن بي خيرا فله، وإن ظن شرا فله.
وفي المسند وصحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير. احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء، فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان.
وأما عدم الثقة بالنفس؛ فهي نوع من العجز لا يرتضيه الإسلام، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من العجز والكسل، ففي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين، وغلبة الرجال.
هذا، ولا بأس بالنظر في عواقب الأمور، ووضع احتمال الإخفاق في أمر ما، والنظر في العلاج لما يمكن حصوله، فيحذر من أسباب الفشل، ويحاول إصلاح ما فسد.
ولمعرفة بعض سبل علاج عدم الثقة بالنفس؛ راجع الفتويين: 25496 ، 75418.
ومن كان مبتلى بضعف في شخصيته، أو عجز عن المواجهة مع الناس؛ فليسأل الله تعالى أن يوفقه ويسدده ويعينه؛ فإن الله تعالى لا يخيب ظن من دعاه ورجاه.
ولمزيد من الفائدة يمكنك مراسلة موقع الاستشارات بالشبكة الإسلامية (إسلام ويب).
موقع الاستشارات - طبية ونفسية، وأسرية واجتماعية وثقافية (islamweb.net)
أو البحث في صفحة البحث في الاستشارات بكلمة: عدم الثقة بالنفس؛ لتطلع على بعض التوجيهات النافعة في هذا المجال.
وأما مجرد ترديد تلك العبارات المذكورة في السؤال فليس علاجا شرعيا.
والعلاج الشرعي الذي ذكرناه يغني عنها بلا شك، ولا ندري إن كان مما يرشد إليه خبراء العلاج النفسي الموثوق بهم الذين لا يخلطون تجاربهم العملية بالخرافات والاعتقادات الفاسدة، والذي هو العلاج الشرعي.
ولمزيد من الفائدة يمكن مراجعة الفتوى: 121281.
والله أعلم.