السؤال
أعيش في بلد أوروبي، ولدي قلة من الصديقات، وهن غير مسلمات، ولكنهن على خلق.علمت مؤخرا أن إحداهن لديها ميول تجاه الجنسين، مع العلم أني لا أعلم هل مارسته أم لا! ولم أخلع حجابي أمامها. فهل يجوز أن أدعو الله أن يهديها؟ وهل يجب علي أن أقطع علاقتي بها؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في الدعاء لهذه الفتاة ولغيرها بالهداية، فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو للكفار بالهداية، ومن ذلك ما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: اللهم اهد دوسا وأت بهم. وروى مسلم عن أبي هريرة -رضي الله- عنه قال، قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اللهم اهد أم أبي هريرة.
وهو كذلك من الإحسان إليها، فقد ندب الشرع إلى الإحسان إلى الناس كافة، ولم يمنع الإحسان إلى الكفار، ما داموا غير محاربين لنا في الدين، قال تعالى: لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين {الممتحنة: 8}.
لكن المسلم ينبغي له أن يحرص على صحبة الصالحين، قال تعالى: الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين {الزخرف: 67}.
وعن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي. رواه أبو داود.
ولا شك أن الإنسان يتأثر بصاحبه في أخلاقه وطباعه، فينبغي أن يتخير صاحب الدين والخلق، ليتأثر به، فينتفع بصحبته في الدنيا والآخرة، قال الشاعر:
عن المرء لا تسأل وسل عن قربنه فكل قرين بالمقارن مقتدي
لذا فإنا ننصحك بالحد من مخالطة هذه المرأة والتقليل من مجالستها مع الحرص على دعوتها إلى الإسلام لعل الله يهديها على يديك
قال ابن علان في دليل الفالحين: فيه نهي عن موالاة الكفار ومودتهم ومصاحبتهم.... (ولا يأكل طعامك إلا تقي) فيه الأمر بملازمة الأتقياء ودوام مخالطتهم، وترك الفجار، فهو نهي له بالمعنى عن إكرام غير التقي، وإسداء الجميل إليه. انتهى. ويتأكد اجتناب من ذكر أنها صاحبة ميول للجنسين.
وننصحك بالحرص على صحبة المؤمنات الخيرات، لتبقى جذوة الإيمان في قلبك متقدة، وليكن عونا لك على الطاعة، فالصديق يؤثر على صديقه سلبا أو إيجابا، روى أحمد، وأبو داود، والترمذي، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل.
والله أعلم.