السؤال
هل يجوز إطعام الحمام أو العصافير من طعام غالي الثمن؟ لأن بعض الناس يقولون: إن الفقير أولى بذلك، فيحرمون كثرة وضع الطعام لهم، ويقولون: بأن نضع لهم القليل من الطعام وليس الكثير منه.
هل يجوز إطعام الحمام أو العصافير من طعام غالي الثمن؟ لأن بعض الناس يقولون: إن الفقير أولى بذلك، فيحرمون كثرة وضع الطعام لهم، ويقولون: بأن نضع لهم القليل من الطعام وليس الكثير منه.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإطعام الحيوانات مشروع، وهو من أبواب الصدقة، ففي الصحيحين عن أبي هريرة: ... قالوا: يا رسول الله! وإن لنا في البهائم أجرا؟ فقال: في كل ذات كبد رطبة أجر.
جاء في شرح النووي على مسلم قوله: (في كل كبد رطبة أجر) في هذا الحديث الحث على الإحسان إلى الحيوان المحترم، وهو ما لا يؤمر بقتله، فأما المأمور بقتله، فيمتثل أمر الشرع في قتله، والمأمور بقتله كالكافر الحربي، والمرتد، والكلب العقور، والفواسق الخمس المذكورات في الحديث، وما في معناهن.
وأما المحترم، فيحصل الثواب بسقيه، والإحسان إليه -أيضا- بإطعامه، وغيره، سواء كان مملوكا، أو مباحا، وسواء كان مملوكا له، أو لغيره. انتهى.
ولا نعلم في الشرع ما يدل على تحديد مقدار معين لا تجوز الزيادة عليه في إطعام الحيوانات، ما لم يصل ذلك إلى حد التبذير والإسراف، فالأصل أنه يجوز إطعام الحمام والعصافير من أي طعام، ولو كان غالي الثمن، إلا إذا ترتب على ذلك محرم -كالتبذير، والإسراف- كما قدمنا، أو تضييع حق واجب.
ومع هذا؛ لا شك أن إطعام فقراء المسلمين، وسد حاجتهم؛ أولى، وأعظم أجرا من إطعام الطيور وغيرها، لكن هذه الأولية لا تجعل إطعام الطيور وإيثارها على الفقراء محرما، ما لم يكن إطعام الطيور يتعارض مع القيام بواجب النفقة على الأهل والعيال، أو إنقاذ مسلم من الهلكة، ففي هذه الحالة يكون تقديم ذلك واجبا، وإيثار الطيور محرما.
والله أعلم.