السؤال
في الآيات التسع الأولى في سورة (المؤمنون) ذكر الله -تعالى- صفات من سيرثون الفردوس الأعلى بإذنه. فهل هذا يعني أن من سعى لتكون عنده هذه الصفات يكون من أهل الفردوس بأقل مجهود بإذن الله؟ أم أن هذه صفات رئيسية عندهم، ويجب أن يقوموا بأعمال خير كثيرة بجانب هذه الصفات؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنا نرجو لمن اتصف بالصفات المذكورة في الآية أن يكون من أهل الفردوس، قال الشوكاني في تفسيره، -تعقيبا على صفات المؤمنين-: ثم مدح سبحانه هؤلاء، فقال: أولئك هم الوارثون، أي: الأحقاء بأن يسموا بهذا الاسم دون غيرهم. اهـ.
وفي تفسير البيضاوي: أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون. أولئك الجامعون لهذه الصفات هم الوارثون الأحقاء بأن يسموا وراثا دون غيرهم. اهـ.
وهناك أسباب أخرى لدخول الفردوس من أعظمها: الجهاد، والدعاء، والإكثار من الأعمال الصالحة، فعلى المسلم أن يكون حريصا على جميع أبواب الخير، فقد قال الله -تعالى-: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا {الكهف:107}.
وفي الحديث: إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء، والأرض، فإذا سألتم الله، فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة أراه فوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة. رواه البخاري.
والله أعلم.