مذاهب الفقهاء في قضاء الست من شوال وصلاة الضحى

0 33

السؤال

بدأت أخيرا -فقط- منذ عام في المحافظة على صيام الست من شوال، وثلاثة أيام من كل شهر، والمحافظة يوميا على صلاة الضحى، حيث كان الصيام (ما عدا رمضان بالطبع)، وصلاة الضحى شاقا على نفسي، رغم محافظتي على صلاة الجماعة، ومنها الفجر في المسجد، وحفظي للقرآن، ومحافظتي على ورد جيد من القرآن يوميا من عشرات السنين -بفضل الله تعالى-، وكذلك المحافظة على الأذكار المتعددة، وصلاة قيام الليل في السحر، لكن لم يفتح لي باب الصيام، وصلاة الضحى، إلا من عامين تقريبا، والآن أشعر بندم هائل على تضييع عشرات الأعوام دون المحافظة على سنة صيام الست من شوال، وصلاة الضحى.
والسؤال هو: هل يمكنني قضاء صيام الست من شوال عن الأعوام السابقة باحتسابها في نية واحدة مع الثلاث البيض، بحيث أنجز كل عام ما يقارب خمسة أعوام من الست من شوال؟ وهل يمكنني صلاة أربع ركعات، أو أكثر في كل ضحى بنية صلاة الضحى لهذا اليوم، وليوم سابق؟
أقول هذا؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يقضي ما يفوته من الرواتب، حتى إنه ورد عنه أنه صلى سنة الظهر بعد صلاة العصر، كما أنه دعا لصلاة ما فات المرء من قيام الليل، إذا نام عن حزبه بين الشروق والظهر، وصح عن عبد الله بن عمرو أنه لما كبر في السن، وعجز عن المحافظة -أحيانا- على صيام يوم، وإفطار يوم، فكان يفطر أياما متتالية، ثم يصوم أياما متتالية؛ ليقضي ما فاته.
فما رأيكم؟ جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فزادك الله حرصا على الخير، ورغبة فيه، ووفقك لما فيه رضاه.

وأما قضاء الست من شوال، فمن العلماء من ذهب إلى أن الصوم غير مختص بشوال، وأن من صام ستا في أي شهر من العام أجزأه، ومنهم من قال: بأنها مختصة بالست من شوال، ولا يشرع قضاؤها بعد فواته، ولم نر من نص على استحباب قضائها في غير ذلك العام، والقول بعدم مشروعية قضائها بعد شوال قوي جدا؛ لأنها سنة فات محلها، قال في كشاف القناع: ولا تحصل الفضيلة بصيامها -أي الستة أيام- في غير شوال؛ لظاهر الأخبار. انتهى. 

وأما قضاء صلاة الضحى، فينبني على أنها هل هي من الرواتب، فيستحب قضاؤها كما قال به الشافعية؟ أو ليست من الرواتب، فلا تقضى، كما قاله الأكثر، وانظر الفتوى: 61442.

وندامتك على ما فاتك من الخير أمر حسن جميل، وتدارك ذلك يكون بالإكثار من النوافل؛ صلاة، وصياما، وغير ذلك.

فإن فضل الله عظيم، ورحمته -سبحانه- وسعت كل شيء، نسأله بواسع فضله أن يبلغنا وإياك رضاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة