السؤال
أنا شاب في الثمانية والعشرين ابتليت بفتنة بنت الجيران قبل خطوبتها وبعد زواجها الذي هو في طريق الفسخ (لست بالسبب في دلك).
أحس اتجاهها بشوق شديد وشديد جدا لا أحس به ولو اتجاه فتيات أجمل منها وأني لأعلم أن الشيطان وراء هذه الرغبة الجامحة لأنه يعلم أن الزنا ببنت الجيران أشد بكثير من الزنا بغيرها. واني لأجتهد في تحصيل القدرة على الزواج,ليس بها لأنها ليست على درجة من الدين الذي اريده طمعا في ذهاب شهوتها عن قلبي.وإني لأستعين بالدعاء الكثير لكن هذا الدعاء يذهب برغبتها هي ولا يذهب برغبتي الشديدة بها. إني لأستعين بفضل الله بالصلاة الدائمة في المسجد مما جعل والديها يطمئنون لي عندما أكون اكلمها في بعض الاحيان بخصوص دراستها لكن هذا لا يمنعني من الخضوع في القول لها. ولقد سبق لي مند سنين أن لامستها بشهوة حتى إني قبلتها قبلة خاطفة ( القبلة الوحيدة في حياتي مند البلوغ) مما كان السبب في مخاصمتها لمدة بدعوى اني لم احترمها. والأن وقد عادت المياه إلى مجاريها إني لأطمع طمعا شديدا في مداعبتها والحديث معها ولا أتمنى الزنا بها خشية من رب العالمين, مع أني أعلم أني لا أستطيع مقاومة شهوة الفرج إذا تمكنت من مداعبتها.
إني لا أصافح الفتيات وأبتعد ما أمكنني عن أماكن الفتنة لكني أجتهد في خلق لقاء مع جارتي.
الله أستعين أولا, وأستحلكم به بعده أن تجدوا لي مخرجا من هذه الورطة التي أعلم أنها توشك أن توقع بي في النار والعياد بالله.
أحاول أن نجد مسكنا آخر أما الصيام فلا أستطيع مقاومة شهوة البطن كدلك, هل يمكنني أن اتكلم مباشرة مع فتيات في الجامعة بنية الخطبة ريثما أعثر على الزوجة التي أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط لأشتغل بها عن بنت الجيران وجزاكم الله خير الجزاء.
اسألكم الدعاء ثم الدعاء
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى لك الهداية وأن يحصن جوارحك عن الحرام.
ثم اعلم أخي أنك على خطر شديد إذا لم تتدارك نفسك بتوبة صادقة من هذه المعصية، وذلك بقطع أسبابها والندم على ما فات منها، والعزم على عدم العود إليها، وذلك أن أمر الزنا عظيم وخطره جسيم، ولهذا حرم الشرع كل الطرق المؤدية إليه من نظر وخلوة وملامسة، وقد عد النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأمور من الزنا حيث قال: كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة، فزنا العينين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه. متفق عليه.
وقال الله تعالى: [ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة] (الإسراء: 32).
وقال سبحانه: [قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم] (النور: 30).
وفي شأن الملامسة يقول النبي صلى الله عليه وسلم: لأن يطعن رأس رجل بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. رواه الطبراني وصححه الألباني.
ومن هذا يتبين لك خطورة هذه المعاصي وأن الحل في ذلك هو التوبة والبعد عن هذه المرأة ومثيلاتها حتى ييسر الله لك زوجة صالحة ذات دين وخلق تعف بها نفسك وتكف بها جوارحك، وقبل أن ييسر الله ذلك ننصحك بأمور تساعدك على التخلص من هذه الفتاة، من جملتها:
1- اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء بإخلاص أن يصرف حبها عن قلبك.
2- دوام مراقبة الله تعالى والاستشعار بأنه يطلع عليك.
3- مجاهدة النفس في ترك أسباب ذلك.
4- مصاحبة أهل الخير والصلاح.
وبخصوص ما ذكرته من التحدث إلى غيرها من الفتيات فحجة واهية وذنب عظيم تضيفه إلى ذنوبك، وباب من الشر تفتحه على نفسك، لأن هذا كمن يستجير من الرمضاء بالنار كما في المثل، فإياك أن يزين الشيطان لك ذلك فتهلك وتوقع نفسك في عقوبة الله عز وجل.
والله أعلم.