السؤال
بدأت حديثا الصلاة، وكنت لا أصلي، ولكنني أصلي في البيت، ولا أذهب إلى المساجد، اجتنابا للناس، حيث عندي شيء من الرهاب الاجتماعي والانطوائية، وبعض المشاكل النفسية. ويوجد دائما في المسجد الكثير من المعارف الذين لا أود لقاءهم، وأسافر في أيام إجازتي من العمل إلى مدينة أخرى، حيث لا يوجد من يعرفني هناك، فأصلي في المسجد ما استطعت، وأواظب على قراءة القرآن، والدعاء، والأذكار، وهذا السفر يكلف مالا، ومصاريف زائدة يمكن أن لا أدفعها لو بقيت في مديتني.
مع العلم أنني مقتدر والحمد لله، وأجد الهدوء، والراحة النفسية في السفر. فهل النقود التي أدفعها للسفر تعتبر إسرافا محرما؟ وهل تقبل طاعاتي، مع أنني أقيدها بشروط لا أساس لها في الدين؟ وهل الأفضل أن أبقى في مدينتي، ولا أذهب إلى المسجد؟ أم أسافر، وأقوم بالمزيد من الطاعات، والنوافل، والسنن؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فههنا مسائل:
أولاها: أن الصلاة في المسجد غير واجبة، وإنما الواجب هو الجماعة، فإن كنت تصلي جماعة في بيتك، فقد برئت ذمتك -وإن فاتك فضل المسجد-. وانظر الفتوى: 128394.
والثانية: أن عليك أن تجاهد نفسك، وتسعى للتخلص من هذا الرهاب، ولو بمراجعة الأطباء النفسيين، فإن الاستسلام لهذا المرض النفسي أمر غير حسن، فضلا عن كونه يفوت عليك كثيرا من الأجور التي تحصلها بالذهاب للمسجد.
والثالثة: أن سفرك هذا لا يعد إسرافا -إن كان لا يضر بمالك ضررا بالغا-، وحد الإسراف المنهي عنه قد بيناه في الفتوى: 347056.
والرابعة: أن الأفضل لك هو ما كان أصلح لقلبك، وأعون لك على القيام بحق الله تعالى من السفر وعدمه.
والذي ننصحك به هو أن تسعى في العلاج، والخطب -إن شاء الله- سهل، فإذا شفيت حصل مقصودك من القرار في بيتك، وعدم السفر، إلا لمصلحة، مع تحصيل أجر الصلاة في المساجد.
نسأل الله لك الشفاء والعافية.
والله أعلم.