السؤال
أحيانا أجد شخصا قد فعل منكرا في المسجد، وعندما أريد الإنكار عليه بعد الفراغ من الصلاة، أجده قد قام بسرعة، فإذا شغلت بهذا في كل صلاة ضيعت الأذكار، وشتت عنها، فهل أكون آثما في هذه الحال؟
أحيانا أجد شخصا قد فعل منكرا في المسجد، وعندما أريد الإنكار عليه بعد الفراغ من الصلاة، أجده قد قام بسرعة، فإذا شغلت بهذا في كل صلاة ضيعت الأذكار، وشتت عنها، فهل أكون آثما في هذه الحال؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كانت مصلحة إنكار المنكر تفوت إذا أكملت أذكارك؛ فبادر بإنكار المنكر، لأنه واجب الوقت، لا سيما إذا لم يعلم به غيرك.
وأما الأذكار التي تقال بعد الصلاة؛ فإنها لا تفوت، وبإمكانك استدراكها بعد فراغك من إنكار المنكر، ونصح المصلين.
قال البهوتي في كشاف القناع: فصل: يسن ذكر الله، والدعاء، والاستغفار عقب الصلاة المكتوبة، كما ورد في الأخبار... قال ابن نصر الله في الشرح: والظاهر أن مرادهما أن يقول ذلك، وهو قاعد، ولو قاله بعد قيامه، وفي ذهابه فالظاهر: أنه مصيب للسنة أيضا، إذ لا تحجير في ذلك، ولو شغل عن ذلك، ثم تذكره فذكره، فالظاهر حصول أجره الخاص له أيضا إذا كان قريبا لعذر، أما لو تركه عمدا، ثم استدركه بعد زمن طويل، فالظاهر فوات أجره الخاص، وبقاء أجر الذكر المطلق له. انتهى.
وقال القليوبي في حاشيته على شرح المحلي على المنهاج للنووي: قال ابن حجر: لا يفوت الذكر بطول الفصل، ولا بالراتبة، وإنما الفائت كماله فقط، وهو ظاهر، حيث لم يحصل طول عرفا، بحيث لا ينسب إليها. انتهى.
والله أعلم.