السؤال
ما المراد من ذكر عدد أيام خلق السموات والأرض؟ أي ما الأهمية العملية لهذا الخبر الذي هو ستة أيام؟
جزاكم الله خيرا.
ما المراد من ذكر عدد أيام خلق السموات والأرض؟ أي ما الأهمية العملية لهذا الخبر الذي هو ستة أيام؟
جزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد قال القرطبي في تفسيره: وذكر هذه المدة ولو أراد خلقها في لحظة لفعل، إذ هو القادر على أن يقول لها "كوني فتكون" ولكنه أراد أن يعلم العباد الرفق والتثبت في الأمور.... اهـ.
وقال ابن عطية في المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (3/ 104): وذكر بعض الناس أن الحكمة في خلق الله تعالى هذه الأشياء في مدة محدودة ممتدة، وفي القدرة أن يقول: كن فيكون، إنما هو ليعلم عباده التؤدة والتماهل في الأمور. اهـ.
وجاء في زاد المسير لابن الجوزي: فإن قيل: فهلا خلقها في لحظة، فإنه قادر؟ فعنه خمسة أجوبة:
أحدها: أنه أراد أن يوقع في كل يوم أمرا تستعظمه الملائكة، ومن يشاهده، ذكره ابن الأنباري.
والثاني: أن التثبت في تمهيد ما خلق لآدم وذريته قبل وجوده، أبلغ في تعظيمه عند الملائكة.
والثالث: أن التعجيل أبلغ في القدرة، والتثبيت أبلغ في الحكمة، فأراد إظهار حكمته في ذلك، كما يظهر قدرته في قول: كن فيكون.
والرابع: أنه علم عباده التثبت، فإذا تثبت من لا يزل، كان ذو الزلل أولى بالتثبت.
والخامس: أن ذلك الإمهال في خلق شيء بعد شيء، أبعد من أن يظن أن ذلك وقع بالطبع، أو بالاتفاق. اهـ.
والله أعلم.