السؤال
كنت أصوم يوما من القضاء، واستيقظت مبكرا لدخول دورة المياه، ومن ثم رجعت للنوم، وهذا النوم كان يسيرا، وشبيها بأن يكون بين النوم والاستيقاظ، فراودني حلم جنسي من غير إرادة مني، ولكنني أدركته، واسترسلت فيه، وكنت أشعر بقضيبي، وكان من الممكن أن أستيقظ، وأقطعه، ولكن الشهوة غلبتني، واسترسلت إلى أن أنزلت، فهل وقع علي الذنب، وفسد صومي؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن خروج المني جراء التفكير في الأمور الجنسية لا يفسد الصيام، بخلاف ما لو نزل من مستيقظ بفعل كاستمناء، أو لمس، أو تقبيل، لذا فإن كان خروج المني منك بمجرد التفكير، فإن صومك صحيح، وانظر الفتويين: 127123، 139673.
أما الاسترسال في التفكير في الأمور الجنسية حال اليقظة، وتوطين النفس عليها، والتلذذ بها: فإنه يترتب عليه الإثم.
جاء في فتح الباري للحافظ ابن حجر تعليقا على حديث: إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها، ما لم تعمل، أو تكلم: والمراد نفي الحرج عما يقع في النفس حتى يقع العمل بالجوارح، أو القول باللسان على وفق ذلك، والمراد بالوسوسة تردد الشيء في النفس من غير أن يطمئن إليه، ويستقر عنده، ولهذا فرق العلماء بين الهم، والعزم، كما سيأتي الكلام عليه في حديث: من هم بحسنة. اهـ
وقال النووي في شرح صحيح مسلم: فأما الهم الذي لا يكتب: فهي الخواطر التي لا توطن النفس عليها، ولا يصحبها عقد، ولا نية، وعزم. اهـ.
فبادر بالتوبة إلى الله تعالى، واحذر من الاسترسال في الأفكار المحرمة حتى لا يؤدي ذلك إلى الوقوع في الفواحش، والمنكرات.
والله أعلم.