السؤال
سؤالي هو: كنت في الجامع في صلاة الجمعة وأعلم أنه لا يجوز التكلم وإذ بي أرى أمي تدخل ولم أر نفسي إلا أذهب وأقبلها حيث أنني لم أرها منذ عدة شهور وهناك خلافات بينها وبين زوجي مما جعلنا لا نزور بعضا بناء على طلب زوجي من كثر المشاكل التي يسببها لنا زوجها (عمي زوج أمي) والسؤال هو: هل صلاتي قبلت في المسجد؟ وهل علي إعادتها؟ حيث أنني تكلمت معها وقلت لها نتحدث بعد الصلاة.ولكم الشكر.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما قبول الصلاة فلا يعلمه أحد إلا الله عز وجل، قال تعالى: {إنما يتقبل الله من المتقين} (المائدة: 27).
والصواب أن تقولي هل صلاتي صحيحة أي مجزئـة؟.
والصلاة صحيحة مجزئة، ولا يلزمك إعادتها إلا أنه فاتك أجر الجمعة لكلامك حال خطبة الإمام.
روى ابن حبان وأبو يعلى وغيرهما عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:
دخل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فجلس إلى جنب أبي بن كعب رضي الله عنه فسأله عن شيء فلم يرد عليه أبي، فظن ابن مسعود أنها موجدة، فلما انفتل النبي صلى الله عليه وسلم من صلاته قال ابن مسعود: يا أبي ما منعك أن ترد علي؟ قال: إنك لم تحضر معنا الجمعة وفي رواية: إنك لم تجمع. قال: لم؟ قال: تكلمت والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فقام ابن مسعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك، فقال: صدق أبي. صدق أبي. أطع أبيا.
ووردت هذه القصة عن أبي ذر مع أبي بن كعب وقال له أبي: مالك من جمعتك إلا ما لغوت.
قال ابن عبد البر: هذا محمول عندنا على أنه ليس له ثواب من صلى الجمعة وأنصت، لا أنه أفسد الكلام صلاته وأبطلها. أ.هـ
ويؤيد ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمره بإعادة الصلاة.
وعليه، فلا إعادة عليك، إلا أنه كان ينبغي عليك أن تنتظري حتى يقضي الإمام الخطبة والصلاة، وبعد ذلك تقومي وتسلمي على أمك.
وللفائدة انظري الفتاوى التالية: 7260، 20947، 20950، 23257.
والله أعلم.