السؤال
أب وأم في السبعين من العمر، مقيمان في تركيا، لديهما ابن مطلق عمره 35 سنة، مقيم في سوريا، ومصاب بمرض نفسي يدعى الفصام، والذي يؤثر على عقله، وهو يسوء تدريجيا، هل يحق للزوج منع زوجته من السفر لعلاج ابنهما، إذا كان لا يوجد من يتكفل برعايته، وعلاجه هناك، ووضعه يسوء، وعقله يختل؟ وهل تأثم الأم، إن كان سيترتب على سفرها ترك زوجها وحيدا، وقد تتدهور حالته الصحية، والنفسية؟ مع العلم أن الزوج -مؤخرا- هدد الأم بالطلاق في حال أنها سافرت، وتركته وحيدا، والأم ليس لديها مشكلة مع الطلاق، لكن تريد أن تعرف الحكم الشرعي، وهل هي ظالمة لزوجها في هذا الموقف، إن ضحت بزوجها مقابل علاج، وإنقاذ ابنها؟ مع العلم أن الأب لديه حلول أخرى لعدم بقائه وحيدا، كإمكانية النزول لسوريا، واللحاق بالأم، أو الإقامة عند ابنته في تركيا، لكن هو لا يريد.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان الابن مصابا في عقله، بحيث لا يقدر على تدبير أموره، وهو محتاج لعلاج ضروري؛ فالواجب على أبيه رعايته -حسب استطاعته-، ولا يجوز له تركه، وإهمال مداواته.
جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: نص الفقهاء على أنه يلزم على ولي المجنون والمجنونة تدبير شئونه، ورعاية أموره بما فيه حظ المجنون، وبما يحقق مصلحته، فينفق عليه في كل حوائجه من ماله بالمعروف، ويداويه، ويرعى صحته. انتهى.
فإن قام الأب بما عليه نحو ولده بنفسه، أو بتوكيل غيره؛ فليس للأم ترك زوجها دون إذنه، وإذا خرجت من بيته بغير إذنه -فضلا عن سفرها- فهي ناشز، وعاصية لربها.
وإذا لم يقم الأب بما عليه من رعاية ولده المريض؛ فعلى الأم أن تقوم بما تقدر عليه من رعاية ولدها؛ من غير أن تخرج من بيت زوجها بغير إذنه؛ فتوكل من يقوم بأخذه للطبيب في بلده، ويرعاه حتى يشفى بإذن الله.
والله أعلم.