السؤال
أنا الآن متجه لخطوة الخطوبة من فتاة، ولكن لا يوجد معي ما يكفي من المال، وهنالك موعد محدد للخطوبة لظروف ما، وإلا فسوف أخسر الفتاة، وما لي سوى أخذ قرض ربوي من البنك، مع وضع استراتيجية لتسديده، وأيضا سوف يحسن من حالتي.
هل في حالتي هذه يعتبر الربا مباحا للضرورة؟ وهل هناك كفارات ممكن أن أفعلها مثل دفع صدقة، أو إطعام مساكين، لمغفرة هذا الذنب الذي سوف أضطر لارتكابه؟
للمعلومية: راتبي لا يكفي لفعل هذه الخطوة، وحالتي صعبة، ولو جلست دهرا أجمع منه؛ فلا فائدة، وسوف يذهب بي العمر دون إكمال نصف ديني.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالاقتراض بالربا من كبائر المحرمات؛ لقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين * فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله [البقرة: 278، 279]
ولما روى مسلم في صحيحه عن جابر -رضي الله عنه- قال: لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آكل الربا، ومؤكله، وكاتبه، وشاهديه، وقال: هم سواء.
وعليه؛ فلا يجوز لك الاقتراض بالربا من أجل الخطبة، أو إتمام الزواج؛ فهذه ليست ضرورة، وراجع حد الضرورة المبيحة للاقتراض بالربا في الفتويين: 276991، 293059.
ومن كان حريصا على مرضاة الله، واجتناب سخطه، وكان متوكلا على الله، فسوف يرزقه رزقا طيبا، ويكفيه ما أهمه، قال تعالى: ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه {الطلاق: 2ـ 3}.
والله أعلم.