السؤال
الله عز وجل بعث إلينا رسوله الكريم محمدا صلى الله عليه وسلم، وأيده بمعجزات كثيرة. فهل كان من هذه المعجزات أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن له ظل، يعني: أنه عندما كان يقف في الشمس لم ير له ظل؟ وهل نستطيع أن نعرف كل معجزاته صلى الله عليه وسلم؟
أثابكم الله، وأبقاكم الله في خدمة الإسلام والمسلمين.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الله عز وجل أكرم نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم كما أشار السائل الكريم بمعجزات كثيرة، وأهم هذه المعجزات وأعظمها المعجزة الخالدة التي تكفل الله عز وجل بحفظها من التحريف والتغيير والتبديل، معجزة القرآن الكريم الذي قال الله تعالى في شأنه: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون [الحجر: 9]. هذه المعجزة التي تحدى الله تعالى بها الثقلين الإنس والجن: قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا [الإسراء: 88].
وبخصوص معجزة عدم ظهور ظل له صلى الله عليه وسلم في الشمس أو القمر، فقد ذكرها بعض أصحاب السير والشمائل، وذكرها بعض العلماء في خصائصه صلى الله عليه وسلم من كتب الفقه.
قال البهوتي الحنبلي في "كشاف القناع": لم يكن له صلى الله عليه وسلم فيء أي ظل في الشمس والقمر، لأنه نوراني، والظل نوع ظلمة.. ويشهد له أنه سأل الله تعالى أن يجعل في جميع أعضائه وجهاته نورا، وختم بقوله: واجعلني نورا. وفي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذا الدعاء: اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي بصري نورا، وفي سمعي نورا، وعن يميني نورا، وعن يساري نورا، وفوقي نورا، وتحتي نورا، وأمامي نورا، وخلفي نورا واجعل لي نورا.
وبخصوص معرفة كل معجزاته صلى الله عليه وسلم، فإن المقام لا يتسع لذلك، وبإمكانك أن تطلع على بعضها فيما يتيسر لك من كتب السيرة النبوية.
والله أعلم.