السؤال
هل يجوز قول عبارة (السماء المقدسة)؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالتقديس يطلق في اللغة على معان منها التطهير، ومنها البركة ، ومنها تنزيه الشئ عن النقص، ولا يختص هذا الوصف بالمولى سبحانه كما ذكر أبو هلال العسكري في الفروق اللغوية ( ص 125 ) .
وعلى هذا فوصف السماء به بقصد ما خصها الله به من خصائص، لا مانع منه، ففيها الجنة، وهي مقر أرواح الانبياء، وفيها الملائكة الكرام الذين لا يفترون عن عبادة الله تعالى، كما قال صلى الله عليه وسلم: إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، أطت السماء، وحق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله. رواه الترمذي، وغيره، وحسنه الشيخ الألباني.
ولأن السماء أيضا لم يعص الله تعالى فيها، وهي أفضل من الأرض عند بعض من أهل العلم.
قال الرازي في تفسيره مفاتيح الغيب: قال بعضهم: السماء أفضل لوجوه:
أحدها: أن السماء متعبد الملائكة، وما فيها بقعة عصى الله فيها أحد.
وثانيها: لما أتى آدم عليه السلام في الجنة بتلك المعصية، قيل له اهبط من الجنة، وقال الله تعالى: لا يسكن في جواري من عصاني.
وثالثها: قوله تعالى: وجعلنا السماء سقفا محفوظا [المؤمنون: 32]، وقوله: تبارك الذي جعل في السماء بروجا [الفرقان: 61]، ولم يذكر في الأرض مثل ذلك. ورابعها: أن في أكثر الأمر ورد ذكر السماء مقدما على الأرض في الذكر. انتهى.
وقد رجح الرملي الشافعي أفضلية السماء على الأرض في فتاويه.
وقال الدردير في الشرح الكبير: والأكثر على أن السماء أفضل من الأرض. اهـ.
والله أعلم.