سبب امتناع قبول رواية الأهوازي عن هشام

0 4

السؤال

رأيت كتابا بعنوان "حديث هشام بن عمار"، ووجدت أن في إسناد هذا الكتاب أو المخطوط راويا يدعى الأهوازي، وهو راو قيل فيه كلام شديد.
قال الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي عنه: "كذاب في الحديث والقراءات جميعا."
وقال ابن عساكر في تبيين كذب المفتري: "لا يستبعدن جاهل كذب الأهوازي فيما أورده من تلك الحكايات، فقد كان من أكذب الناس فيما يدعيه من الروايات في القراءات."
وقال أبو طاهر بن البلخي: "كنت عند رشأ بن نظيف، فاطلع في طاقة له، فقال: قد عبر رجل كذاب. فاطلعت فوجدته الأهوازي."
وعوتب أبو طاهر الواسطي في القراءة على الأهوازي، فقال: "أقرأ عليه العلم، ولا أصدقه في حرف واحد."
وذكر أحمد بن منصور بن قبيس أنه لما كثرت روايات أبي علي الأهوازي في القراءات، اتهم في رواياته، فرحل رشأ بن نظيف وأبو القاسم بن الفرات إلى بغداد، وقرؤوا على الشيوخ الذين روى عنهم الأهوازي، ثم حصلوا على الإجازات منهم. وبعد ذلك، ذهب الأهوازي إليهم وسألهم أن يروه تلك الخطوط، فأخذها وغير أسماء من سمي ليستر دعواه، لكن بركة القرآن لم تفضح أمره.
وقال ابن عماد الحنبلي: "الأهوازي ضعيف."
وقرأت بخط الإمام الحافظ أبي طاهر السلفي -رحمه الله- أنه قال: "سمعت أبا محمد، يعني هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن علي بن طاووس، يقول: سمعت أبا القاسم بن أبي العلاء المصيصي يقول: قدم أبو علي الأهوازي دمشق، وحضره رشأ بن نظيف المقرئ، فاستمع إلى ما عنده، ثم خرج رشأ إلى العراق وأودع كتبه عنده، فلما رجع، وجد أسانيد أبي علي قد تضاعفت! فقال له: يا هذا، من أين لك هذه، ولم ترحل بعدي، ولا قدم دمشق شيخ قرأت عليه؟ فقطعه، وكان يتكلم فيه."
وبناء على ذلك، ومع كلام غيرهم من الأئمة، فهل يثبت أي حديث عنه عن هشام بن عمار، أم إن كل الأحاديث التي رواها لا تصح؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الأهوازي الذي تكلم في جرحه بعض العلماء هو: الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد، وليس معدودا في تلاميذ هشام بن عمار المذكورين في تهذيب الكمال، وفي سير الأعلام، وقد ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء أنه: ولد سنة اثنتين وستين وثلاث مائة. اهـ.

ولا يمكن أن يروي عن هشام؛ لأن هشاما توفي قبل ذلك سنة 245 للهجرة. كما في كتاب: الهداية والإرشاد في معرفة أهل الثقة والسداد.

 وما ذكرناه في مولده، وفي وفاة هشام، يفيد امتناع رواية الأهوازي هذا عن هشام.

وهنالك راو عن هشام اسمه عبدان الأهوازي، فلعله التبس به بسبب اتفاق النسبة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة