استحباب الاستخارة على ما يعزم المرء على فعله

0 6

السؤال

أنا شاب، لا أزال أدرس حاليا، وأدعو الله كثيرا أن يوفقني في دراستي وحياتي، وأن يرزقني، وأن يزوجني، ويدخلني الجنة.
المشكلة أني سمعت أنه يجب صلاة الاستخارة قبل الدعاء بأمر معين، كأن أدعو الله أن يزوجني بفتاة معينة، فهل يجب أن أصلي الاستخارة قبل أن أدعو الله أن يزوجني فلانة التي أحبها؟ علما بأنني أدعو بذلك يوميا، سواء في الصلاة أو خارجها.
كما أنني أدعو الله أن يرزقني، وأن ييسر لي اقتناء سيارة هذا العام، فهل إذا دعوت بذلك أكون متعجلا؟ وهل يكره الله أن يربط الدعاء بفترة زمنية؟
أما سؤالي الأخير، فهو حول اليقين: سمعت أن الله يحقق الدعاء بثلاث طرق، إحداها أن يعوض الداعي في الآخرة، فكيف يمكنني أن أحقق اليقين بأن الله سيستجيب لدعائي، وهو أحد شروط الدعاء، في حين أنني أعلم أنه قد لا يحققه لي كما طلبت، بل قد يدفع عني سوءا أو يعوضني في الآخرة، كما ذكرت سابقا؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فينبغي أن يعلم أن صلاة الاستخارة سنة، وليست واجبة، وتسن عند الهم بالأمر والعزم عليه، وتصديق ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الاستخارة: إذا هم أحدكم بالأمر. ووقع في حديث ابن مسعود بلفظ: إذا أراد أحدكم أمرا. رواه الطبراني، وصححه الحاكم.

جاء في عون المعبود: .. فلا يستخير إلا على ما يقصد التصميم على فعله، وإلا لو استخار في كل خاطر لاستخار فيما لا يعبأ به، فتضيع عليه أوقاته. اهـ.

فما سمعته من وجوب صلاة الاستخارة قبل الدعاء بالزواج من امرأة تحبها، غير صحيح، ولا حرج عليك في الدعاء بالزواج منها دون استخارة، فإذا عقدت العزم على التقدم لخطبتها، فهنا تشرع الاستخارة، وراجع للفائدة الفتويين: 65932، 126111.

ولا حرج عليك في ربط الدعاء بتحقق أمر في فترة معينة، وليس هذا من الاستعجال المنهي عنه، وراجع للفائدة الفتوى: 54325.

وأما بخصوص تحقيق اليقين المطلوب للإجابة، فقد فصلنا القول فيه في الفتوى: 187359.

وخلاصته أن المراد باليقين المطلوب أن تكون عند الدعاء على حال تستحق فيها الإجابة، من إخلاص النية، وحضور القلب، واتيان المعروف، والابتعاد عن المنكر، أو أن تكون معتقدا تحقق الإجابة، ولكن لا يلزم من الإجابة أن يتحقق لك ما تطلب؛ فالله سبحانه وتعالى أعلم بما فيه مصلحة العبد، فهو يمنحه ما يشاء، ويدخر له ما يشاء، فليسأله بيقين، ولن يذهب دعاؤه سدى إذا توفرت شروط إجابة الدعاء، وانتفت الموانع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة