حلف ألا ينظر إلى المواقع الإباحية فهل يحنث بالنظر إلى التلفاز

0 262

السؤال

أنا شاب في العشرين من عمري , متدين , ولكن منذ حوالي سنتين ونصف ابتليت بمعصية كبيرة وهي الدخول على المواقع الإباحية(بعد ما كنت أدخل على المواقع الدينية والرياضية) وتطور معي الأمر إلى العادة السرية وفي كل مرة أنوي التوبة وعلى عدم العودة و تستمر حالتي مستقرة لمدة شهر أو أكثر ثم أقع مرة أخرى في نفس المعصية ثم أتوب ثم أعود, وهكذا أنا في عذاب مستمر على الرغم من أنني في رمضان أكون في أحسن حالا أقوم الليل و أقرأالقرآن ولكن بعده لا أعلم ماذا يحصل لي, وفي مرة من المرات قررت أن أقطع خط الرجعة فأمسكت المصحف وأقسمت على عدم العودة إلى هذين الذنبين وجاءت بنتيجة معي ولكن أريد أن أسأل : 1-أحيانا وأنا أشاهد التلفاز أو أسير فى الطريق يقع نظري على النساء فأحاول أن أغضه ولكن أحيانا لا أستطيع فهل بذلك قد حنثت بيميني (علما بأني قد قرأت في كتب الفقة أن اليمين يكون محددا بنية الحالف أي أنني حلفت على عدم فتح هذه المواقع لكني لم أحلف على عدم النظر إلى النساء)؟-2-أنا أحب مشاهدة الأفلام الأجنبية ونادرا ما يكون بها مشهد عار يقع نظري عليه فهل بذلك قد حنثت بيميني ؟ -3- أرشدني إلى طريق الثبات حتى أعود إلى ما كنت عليه ؟ -4-و أخيرأ أريد أن أعرف هل تجوز كفارة اليمين مالا أدفعه للمسجد و كم يكون المقدار ( غير الصوم) ؟ و معذرة للإطالة .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أمر الله تعالى كافة المؤمنين والمؤمنات بغض البصر عن كل ما يحرم النظر إليه، فقال تعالى: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون* وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن [ سورة النور: 31،30]. وقال صلى الله عليه وسلم: يا علي لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة. رواه أبو داود والترمذي وغيرهما، وحسنه الألباني.

ثم من الواجب عليك مجاهدة النفس في سبيل الإقلاع عما صدر منك من محرمات، ففيما يتعلق بالعادة السرية نحيلك للتعرف على حكمها والتخلص منها إلى الفتوى رقم: 7170. كما نحيلك فيما يتعلق بمشاهدة التلفاز إلى الفتوى رقم: 1886. وراجع حكم مشاهدة الأفلام المحرمة في الفتويين التاليتين: 26411 و 25078.

وحلفك المذكور إن كنت تقصد في نيتك أنك حالف عن مشاهدة المواقع والعادة السرية فقط فلا تحنث بمشاهدة الصور المحرمة في التلفازأو الأفلام أو رؤية النساء مباشرة لأن نيتك حينئذ مخصصة ليمينك، وإن كنت حالفا عن مشاهدة الصور المحرمة مطلقا فتحنث بمشاهدة أي نوع منها، فالأمر في ذلك راجع إلى نيتك، وراجع الفتوى رقم: 35891.

وكفارة اليمين إذا لزمتك لا يجزئ دفعها مالا لمصالح المسجد، بل هي ثلاثة أنواع على التخيير:

1- إطعام عشرة مساكين أحرارا مسلمين.2- كسوتهم.3- عتق رقبة مؤمنة.

فإن عجزت عن كل واحدة من تلك الثلاث تصوم ثلاثة أيام.

ومن الجدير أن ننبه على ضرورة مجاهدة النفس في سبيل التخلص مما أنت مقيم عليه من محرمات، فعليك بغض البصر عن كل ما يحرم النظر إليه، واعلم أن البصر نعمة أنعم الله عليك بها فاستعملها فيما يرضي الله تعالى، وسيشهد عليك يوم القيامة بما استعملته فيه. قال تعالى: يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون  [ سورة النور:24].

هذا؛ إضافة إلى أن الله تعالى قد يعاجلك بعقوبته حيث يحرمك من هذه النعمة العظيمة فتندم على ذلك حين لا ينفع الندم.

وللتعرف على عوامل الثبات على دين الله والاستقامة على شرعه، وعلاج ضعف الإيمان نحيلك إلى الفتويين التاليتين: 15219 و 10800.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة