السؤال
أنا فتاة أبلغ من العمر الخامسة والعشرين والنصف عندما أتبول وبعد ما أقوم أشعر وكأن البول ينزل مني أو لا أعرف هل هذا بول أم مياه استنجاء ساعات أشمها لا ألاقي رائحة بول وساعات أجد رائحة بول وساعات أمسح بعد الاستنجاء وعندما أدخل للخلاء مرة أخرى أجد رائحة الحفاظ التي أضعها بها بول مع أني مسحت ولم أشعر بنزول شيء هل ما بي مجرد وسوسة سألت طبيبة وقالت لي إنه شيء طبيعي ستجدين رائحة البول ولو لم تريه وهذه حاجة طبيعية عند النساء وقالت لي إن البول إرادي ولكني متشككة فكيف أتيقن عندما أحس بنزول شيء أن ما بي هل هو بول أم لا هل اشم كل مرة مثل ما أفعل أم ماذا أم أتجاهل هذا مطلقا ولا أعيره أي اعتبار هل هذا وسواس؟ أفيدوني أفادكم الله .
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يذهب عنك ما تجدينه من وسوسة، واعلمي أن مبنى العبادة على التخفيف ورفع الحرج، قال تعالى: وما جعل عليكم في الدين من حرج(الحج: من الآية78).
والمطلوب في الاستنجاء هو أن يفعل الإنسان ما يغلب على ظنه به أن مادة البول قد انقطعت كالسلت والنتر بالنسبة للرجل، وكسلت العانة بالنسبة للمرأة، قال الدسوقي: وأما في حق المرأة فإنها تضع يدها على عانتها ويقوم ذلك مقام السلت والنتر. وقال: فإذا غلب على ظنه انقطاع المادة من الذكر ترك السلت والنتر ولا يعمل على ما عنده من توهم بقاء شيء في الذكر من المادة، وما شك في خروجه بعد الاستبراء كنقطة فمعفو عنها، فإن فتش ورآها فحكم الحدث والخبث أنها تنقض الوضوء...
وقال ابن قدامة في المغني: ويستحب أن ينضح على فرجه وسراويله ليزيل الوسواس عنه، قال حنبل سألت أحمد: قلت أتوضأ وأستبرئ وأجد في نفسي أني قد أحدثت بعده، قال: إذا توضأت فاستبرئ ثم خذ كفا من ماء فرشه على فرجك ولا تلتفت إليه فإنه يذهب إن شاء الله. وقال النووي في المجموع: يستحب أن يأخذ حفنة من ماء فينضح بها فرجه، وداخل سراويله وإزاره بعد الاستنجاء دفعا للوسواس، فهذه النقول تفيد كلها أن المرء ليس مطالبا بتتبع الأوهام والوساوس.
وبناء على هذا فليس عليك أن تتبعي ما تشعرين بنزوله ، ولا أن تفتشي عنه، وإنما ترشين المحل والإزار بالماء عند الاستبراء، وذاك يكفيك، ولكنك إذا فتشت عن الموضوع ووجدت بولا فإنه ينقض الوضوء وينجس الثياب.
والله أعلم.