السؤال
ما تفسير الآية رقم ( 15 ـ 16 ) من سورة الحجر؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالآية التي أشار إليها السائل الكريم هي قول المولى تبارك وتعالى: {ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين}(الحجر:16) ففي الآية الكريمة يعرض الله عز وجل بعض مظاهر قدرته وجمال صنعه في هذا الكون. قال أهل التفسير: البروج هي النجوم والكواكب الضخمة، سميت بذلك لا رتفاعها وظهورها وضخامتها، والبرج في اللغة: البناء الضخم المرتفع العالي، والمراد بالبروج هنا: المنازل التي تنزلها أو تسير فيها الشمس والقمر والكواكب السيارة.. وأما قوله تعالى: {وزيناها للناظرين} ففيه عرض لجمال الكون وتناسقه، ولفت الانتباه للتأمل في السماء وما زينت به من النجوم والكواكب، ليعتبر الناظر في عظيم قدرة الله تعالى. يقول سيد قطب - رحمه الله تعالى- في الظلال معقبا على تفسيره لهذه الآية: والبروج قد تكون هي النجوم والكواكب بضخامتها، وقد تكون هي منازل النجوم والكواكب التي تنتقل في مدارجها، وهي في كلتا الحالتين شاهدة بالقدرة، وشاهدة بالدقة، وشاهدة بالإبداع الجميل.. وفي الآية لفتة إلى جمال الكون، وبخاصة تلك السماء ـ تشي بأن الجمال غاية مقصودة في خلق هذا الكون، فليست الضخامة وحدها، وليست الدقة وحدها،إنما هو الجمال الذي ينتظم المظاهر جميعا، وينشأ من تناسقها جميعا.. إن نظرة واحدة شاعرة لكفيلة بإدراك حقيقة الجمال الكوني، وعمق هذا الجمال في تكوينه، ولإدراك معنى هذا اللفتة العجيبة: {وزيناها للناظرين}، ومع الزينة الحفظ والطهارة: {وحفظناها من كل شيطان رجيم} والله أعلم.