معنى (..لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ..)

0 312

السؤال

في قوله تعالى ما معنى لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر -الآية- ما معنى كلمة نفد وما الفرق بينها وبين نفذ بالذال؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن معنى نفد فنى وذهب، كذا قال صاحب اللسان ونقل عن الزجاج أنه قال في قول الله تعالى: ما نفدت كلمات الله -أي ما انقطعت ولا فنيت، ولا علاقة بينها وبين نفذ بالذال المعجمة.

فنفذ بالذال المعجمة تأتي بمعنى خرج ومضى وجاز، يقال نفذ الشيء من الشيء إذا خلص منه وخرج كما يخرج السهم من الرمية، وأنفذ وصية أبيه أمضاها، وأمره نافذ أي ماض مطاع، قال المفسرون في قوله تعالى: إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان {الرحمن:33}، أي إن قدرتم أن تخرجوا، كذا قال الشوكاني والبيضاوي في تفسيريهما، وابن منظور في اللسان.

وأما معنى الآية فقد بينه ابن كثير في تفسيره فقال: يقول تعالى: قل يا محمد: لو كان ماء البحر مدادا للقلم الذي يكتب به كلمات الله وحكمه وآياته الدالة عليه، لنفد البحر قبل أن يفرغ كتابة ذلك، ولو جئنا بمثله أي بمثل البحر آخر، ثم آخر وهلم جرا بحور تمده ويكتب بها، لما نفدت كلمات الله، كما قال تعالى: ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم. وقال الربيع بن أنس: إن مثل علم العباد كلهم في علم الله كقطرة من ماء البحور كلها، وقد أنزل الله ذلك: قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي. يقول لو كانت تلك البحور مدادا لكلمات الله، والشجر كله أقلام لانكسرت الأقلام، وفني ماء البحر، وبقيت كلمات الله قائمة لا يفنيها شيء، لأن أحدا لا يستطيع أن يقدر قدره، ولا يثني عليه كما ينبغي حتى يكون هو الذي يثني نفسه، إن ربنا كما يقول وفوق ما نقول، إن مثل نعيم الدنيا أولها وآخرها في نعيم الآخرة كحبة من خردل في خلال الأرض كلها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات