زنى وتخبيب وإجهاض

0 240

السؤال

أنا شاب في الثلاثين من عمري منذ سنتين تعرفت على امرأة كانت تكبرني بعشر سنوات وأحب كل منا الآخر، وكنت على استعداد للزواج منها ولكن في مجتمعنا لا يصح أن أتزوج من امرأة مطلقة أو أكبر مني في السن وكان يحدث بيننا لقاءات وزنى ثم اكتشفت أن لها علاقات فترك كل منا الآخر، إلى أن اتصلت بي وقالت إنها ستتزوج وأهلها يغصبون عليها فجن جنوني وحاولت بشتى الطرق منعها، لكنها أصرت أن أهلها مصرون وتزوجت وكان يحدث بيننا لقاءات في طريق العمل وعرفت عن طريق إحدى زميلاتها أنها هي التي وافقت على العريس برغم فارق السن بينهما فقابلتها وهددتها أنها لا بد أن تتركه فأخبرتني أنها حامل في الشهر الأول فأصررت على أن تقوم بعملية الإجهاض ثم بدأنا نتحدث في التليفون بصفة مستمرة ووعدتني أنها سوف تطلب الطلاق ثم تم طلاقها بعد شهر آخر واكتشفت أنها حامل مرة أخرى فذهبنا لدكتورة وأجهضتها في الشهر الأول أيضا ثم اكتشفت أنني لا أحبها ولكني كنت أريد الانتقام منها لأنها خدعتني وأنا الآن في عذاب ليل نهار فهل لي توبة أو كفارة أفيدوني بالله عليكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنك أخطأت أخطاء كثيرة منها: إقامة علاقة مع المرأة المذكورة، ومجرد إقامة هذه العلاقة أمر محرم فما بالك إذا انضاف إليه ما صرحت به من الزنا بالمرأة، والله تعالى يقول: ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا {الإسراء:32}، ومنها: إفسادك المرأة على الشخص الذي تزوجته، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ليس منا من خبب امرأة على زوجها. أخرجه الحاكم وقال صحيح على شرط البخاري، ومن أخطائك أيضا ما سعيت فيه مرتين من إجهاض حمل المرأة، وقد ذكرنا أحكام الإجهاض من قبل، فراجع فيها الفتوى رقم: 2016.

فهذه أخطاء كثيرة جدا فعليك بالمبادرة إلى التوبة الصادقة فإنها تكفر جميع الذنوب، وإذا انضم إليها إيمان قوي وأعمال صالحة فإن الله تعالى يبدل بها السيئات حسنات، قال الله تعالى: والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما* يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا* إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما {الفرقان:68-69-70}، وقال الله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم {الزمر:53}.

وروى الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون.

وأكثر من الاستغفار والأعمال الصالحة، عسى الله أن يتوب عليك وابتعد عن بيئات السوء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة