ضرر الخنزير أثبتته الحقائق العلمية كما النصوص الشرعية

0 1260

السؤال

أتمنى من الله أن تصلك هذه الرسالة وأنت بأتم الصحة والعافية والأمة الإسلامية بألف خير
اسمي نبيل جهاد من قرية عسكر في مدينة نابلس وسمية بهذا الاسم نسبة إلى صلاح الدين لأنه عسكر فيها عند دخوله القدس، أخصائي جراحة عظام درست الطب في جمهورية أوكرانيا لمدة 12عاما.
لطالما دخلت مع الأوكران في حوار حول الشريعة الإسلامية وما جاء بها. وأكثر ما كنت أتعرض له من أسئلة خاصة من ذوي العلم هو السؤال: لماذا حرم القرآن أكل الخنزير؟
فكنت أجاوب بكل ما أعرف وبكل الأجوبة التي قد كنت حصلت عليها من بعض علماء الشريعة حيث يقول البعض إنه حرم لأنه حيوان قذر فيضحكون ويقولون نحن نأكل لحمه وليست قذرة وهو ليس الحيوان الوحيد الذي يؤكل وهو قذر والبعض يقول إن في لحمه أمراضا فيضحكون ويقولون لا نمرض منه ولا يوجد دليل علمي عند جميع الأطباء بأن لحمه مضر والبعض يقول إن من أكل لحم الخنزير تقل غيرته على زوجته فيضحكون ويقولون هناك من يأكل الخنزير ويغار على زوجته أكثر من بعض الناس الذين لا يأكلون الخنزير وهذا شيء مضحك، ونريد إثباتا علميا.
فعندما أقول لهم إن العلم أثبت أن الخنزير هو أقرب حيوان على الإنسان فيقولون نوافقك في هذه النقطة ولا يستطيعون التعليق.
فطالما فكرت في هذه المسألة من ناحية علمية لأهميتها في رفع راية الإسلام ودخول ناس كثيرين الإسلام إذا أثبت تحريم الخنزير من ناحية علمية حيث إن الغرب وصل إلى درجة لا يفهم إلا العلم، والحمد الله القرآن الكريم فيه ما يكفي لإقناع من لا يقتنع
وطالما دعوت الله أن يلهمني الصواب في هذه المسألة والله أعلم أنه ليس لي غاية شخصية أو مادية وإنما لرفع راية الإسلام.
وقبل نهاية الدراسة احترت إلى أين أتجه إلى العمل حيث كنت وما زلت أتمنى ممارسة الإعجاز العلمي في القرآن وشاء الله أن أصل إلى الإمارات وقدمت فحوص الوزارة لممارسة المهنة والآن أنتظر الوظيفة أريد أن أقص لكم ما حدث لي في أول أيام العيد المبارك وأنا في دولة الإمارات العربية المتحدة دولة (مسلمة) وقبل أذان الفجر ب45 دقيقة تقريبا كنت أدعو بأن يلهمني الله سلاحا علميا لرفع راية الإسلام وهذه الدعوة هي التي دائما أدعوها من الله بطريقة اللا إرادية وأنا أرتعش وبحالة لم أتعرض لها منذ حياتي فتحت المصحف الشريف على سورة النحل وبدأت أقرأ حيث لم أقرأ في حياتي القرآن بهذه الطريقة لقد تمعنت في كل حرف من حروفه وأنا أرتعش حتى وصلت إلى الآية التي تقول بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (إنماحرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير. . ) فراودني تفكير غير التفكيرالذي يفسرونه بعض العلماء المسلمين حيث حرم في الآية الكريمة الميتة بشكل عام وحرم الدم بشكل عام لكن خصص في تحريم الخنزير لحمه فالعلماء يقولون إن الخنزير حرم بكل أجزائه أي حرم أكل أي جزء من الخنزير وأنا أوافق العلماء في هذه النقطة ولكن تفكيري هو أن في الإسلام نذبح لنأكل والخنزير والله أعلم حرم أكله لعدم ذبحه حيث إن العلماء عندما أثبتوا أن أقرب حيوان للإنسان هو الخنزير. دون التفكير في تحريمة في القرآن. لقد حرم الإسلام أكل الإنسان أو أي جزء في الإنسان ولكن لم يحرم الانتفاع من الإنسان دون المساس لحرمت صحته حيث يمكن نقل الدم من إنسان إلى إنسان لغاية صحية وإنسانية حتى بعدموت الإنسان يمكن الانتفاع من بعض أعضائه لزرعها لإنسان مريض مع أنه حرم علينا الدم وأكل الإنسان .
وأريد أن أقول وباختصار والله أعلم إن الخنزير حرم لعدم ذبحة والمساس به بأذى ولو حلل الله لحمه لذبح ولكن حرم علينا أكله وهو الحيوان الوحيد الذي خصص تحريم لحمه في الكتاب ومع أن العلماء الغرب أثبتو أنه أقرب حيوان على الإنسان جاء تفكيري الانتفاع منه دون ذبحة أو أكله أو المساس به بأذى أي أقصد الانتفاع من دمه مثلا وهو على قيد الحياة ولربما كان في دمه شيء يفيد في معالجة بعض الأمراض وربما تكون الأمراض المعصية على العلماء مثل أمراض الفيروسات أو الاورام الخبيثة ولا أريد الدخول في الدقة، أو الاستفادة من خلاياه أيضا دون المساس به والله أعلم .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا) صدق الله العظيم
(وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم *وعسى أن تحبو شيئا وهو شر لكم) صدق الله العظيم
اللهم إن كنت على صواب فهو من الله وإن كنت على خطأ فهو من الشيطان وأرجو من الله المغفرة. وإنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى.
وعندي مواضيع أخرى في الإعجاز العلمي للقرآن لكن الإمكانيات لا تسمح خصوصا في بلاد عربية
عنه محمد علي

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأصل في أحكام الله تعالى أنها مبنية على التسليم لله عز وجل، سواء أدركت الحكمة من ورائها أم لم تدرك، وهذا التسليم فرع عن الإيمان بالله تعالى ربا عليما حكيما، فإذا استقر هذا الإيمان في القلب أثمر التصديق والطاعة والتسليم، ومن هنا كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم الدعوة إلى الإيمان أولا. روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قولها عن القرآن: إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا: لا ندع الخمر أبدا، ولو نزل لا تزنوا لقالوا: لا ندع الزنا أبدا.

فالمقصود بيان أن الدعوة إلى الإيمان أولا هي الأساس، إذ يغلب في الكفر أن يؤدي إلى العناد وجحود الحق، وقد وقع ذلك من الأوائل، فقد طلبوا آية ووعدوا بالإيمان عند حصولها، فشق الله تعالى القمر نصفين، ورأوا ذلك وجحدوا بعدها فأنزل الله تعالى قوله: اقتربت الساعة وانشق القمر * وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر {القمر: 2}. فلا غرابة في أن يضحك هؤلاء مع ثبوت أضرار لحم الخنزير بالحقائق العلمية فضلا عن النصوص الشرعية وإجماع الأمة.

وقد نشرت كثير من الدراسات لعلماء كفرة بهذا الخصوص، وقد ذكرنا بعض نتائجها في الفتوى رقم: 9791والفتوى رقم: 26912 ويمكن مراجعة مواقع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة للاطلاع على المزيد.

وأما القول بأن لحم الخنزير إنما حرم لئلا يؤدي ذلك إلى ذبح الخنزير ومسه بالأذى، فقول  لا نعلم قائلا به من أهل العلم، بل إن الجمهور على جواز قتله، كما نقل ذلك الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" عن ابن التين، بل قد قال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد. رواه البخاري ومسلم. قال الحافظ في الفتح: قوله: ويقتل الخنزير، أي يأمر بإعدامه مبالغة في تحريم أكله، وفيه توبيخ عظيم للنصارى الذين يدعون أنهم على طريقة عيسى ثم يستحلون أكل الخنزير ويبالغون في محبته. انتهى.

ولعل قول بعض علماء الأحياء أن الخنزير أقرب حيوان للإنسان فمن حيث ما وجد من تطابق في الأنسجة بينهما، وهذا لا يعني أنه مثله من كل وجه، فإن الإنسان طاهر حيا وميتا عند جمهور أهل العلم، والخنزير نجس حيا وميتا عند جمهورهم أيضا.

 وأما الاستفادة من دم الإنسان في أعضائه في التبرع بها من شخص لآخر، فالأصل فيها التحريم، وإنما يجوز ذلك للضرورة ووفقا لضوابط معينة، والاستثناء لا يخرجه عن أصله وهو التحريم، وتراجع الفتوى رقم: 5090 والفتوى رقم: 4005 وهكذا القول في الاستفادة من الخنزير.

وقد نقل بعض أهل العلم اتفاق الأمة على تحريم لحم الخنزير بجميع أجزائه، ومنهم ابن العربي في أحكام القرآن، وقال في وجه تخصيص اللحم بالذكر: والفائدة في ذكر اللحم أنه حيوان يذبح للقصد إلى لحمه. انتهى. وذكر هذا المعنى غيره كالقرطبي وابن الجوزي، والواجب الرجوع إلى كلام أهل العلم في تفسير القرآن لأن التفسير بالرأي المجرد مزلة أقدام ومضلة أفهام، فالواجب الحذر منه، وتراجع الفتوى رقم: 20711.

والله أعلم.   

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات