السؤال
أود أن أسأل كيف نوفق بين النصوص من القرآن التي تؤكد على معاني المودة والمجاملة الحسنة مع أهل الكتاب وبين النصوص الأخرى من القرآن التي تتعارض معها مثل النص الذي يقول قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس في القرآن ما يدعو إلى مودة أهل الكتاب، إنما الذي فيه هو النهي عن هذه المودة والإذن في الإحسان والبر إلى أهل العهد منهم، ومعلوم أن الإحسان إلى أهل العهد منهم لا يستلزم مودتهم. قال تعالى:
لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون {المجادلة: 22}.
وقال تعالى: لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين (8) إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون {الممتحنة: 8-9}.
قال الشوكاني: ومعنى الآية أن الله لا ينهى عن بر أهل العهد من الكفار الذين عاهدوا المسلمين على ترك القتال وعلى أن لا يظاهروا الكفار عليهم، وبهذا يتضح لك أنه لا تعارض بين الأمر بقتال أهل الكتاب حتى يعطوا الجزية وبين الإذن في الإحسان إلى أهل العهد منهم الذين التزموا ترك القتال، وراجع للأهمية الفتويين التاليتين: 37086 0.
والله أعلم.