تلزم الكفارة من أقسم على ترك شيء ثم فعله

0 200

السؤال

أنا فتاة أعمل في القطاع الخاص وقد تلقيت مكاملة من شخص مجهول فهمت منه أنه يتصل بخصوص وظيفة كنت قد تقدمت إليها في القطاع الحكومي وأخذ يسأل أسلئة عن الشهادات التي حصلت عليها والخبرة العملية والاسم بالكامل ثم توجه إلى أسئلة شخصية مما جعلني أشك فيه وأسئلته عن اسمه ومن هو وقال أن غرضه شريف وأقسم بالله بأن الحديث الذي دار بيني وبينه لا أحد سوف يعلم به وطلب بالمقابل مني أن أوعده أمام الله وأن أقسم ألا أخبر أحدا بالموضوع الذي يريد أن يحدثني فيه وكان بالقرب مني شخص أثق فيه وقد استمع إلى المكالمة وطلب مني أن أجايره في الحديث وأحلف وبالفعل وعدته وأقسمت بالله ألا أخبر أحد وسألني إذا أحد بالقرب مني فنكرت وقال بأنه شخص يخاف الله سبحانه وتعالى وأنه يريد أن يساعدني في الحصول على الوظيفة وفي حالة لم أحصل عليها سوف يبحث لي عن وظيفة أخرى في القطاع الحكومي وقال سوف يعاود الاتصال بي بعد أن ينظر في الموضوع وذكرني مرة أخرى بالقسم وأني لا أخبر أحدا بهذا الاتصال حتى لو تم الموضوع على خير علما بأني لا أعرف هذا الشخص ولا أثق به وعندما سألته عني قال بأنه لا يعرفني أبدا وإنما هي صدفة الاتصال حيث استدرجني في الحديث لكي يأخذ تلك المعلومات وبعد إغلاق الخط أخبرت الشخص الذي بجانبي عما حدث وأنني لا أثق بذلك الشخص كوني أمراة وأخاف على سمعتي ونصحني بألا أتكلم معه في حال إذا أتصل مرة أخرى، لذا أرجو من فضيلتكم إفادتي بخصوص القسم الذي أديته ماذا يوجب علي؟ وهل أخطأت عندما أخبرت الشخص الذي أثق فيه بما دار في المكالمة؟ علما بأنني أردت النصح.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن أقسم على ترك شيء ثم فعل المحلوف عنه، فقد حنث وتلزمه كفارة هي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، فإذا لم يستطع شيئا من ذلك فصيام ثلاثة أيام، قال تعالى: فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون {المائدة:89}.

وقد يكون الحنث في اليمين أفضل من المضي فيها، روى مسلم في صحيحه عن عدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا حلف أحدكم على يمين فرأى خيرا منها فليكفرها وليأت الذي هو خير.

وعليه، فإنما تلزمك الكفارة بواحد من الأمور السابقة، ولست مخطئة في إخبارك الشخص الذي تثقين به طالما أنك تريدين منه النصح، بل إخبارك له في هذه الحالة هو الأفضل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة