السؤال
أنا فتاة أبلغ من العمر 19 سنة تنتابني فكرة أحاول أن أنساها ولا أفكر فيها وهي أن القرآن من عند الجن الذين هم متقدمون علينا منذ القدم و قد أخذوا أناسا لإجراء تجارب عليهم لذلك نجد إعجازا علميا في القرآن أرجوكم ساعدوني لأن هذه الفكرة تنغص حياتي أريدها أن تذهب من رأسي علما أني أصلي وأقرأ القرآن بشكل منتظم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ما ينتابك من الأفكار هو من وساوس الشيطان، فهو لا يألو جهدا في تشكيك الناس في عقائدهم، قال تعالى حاكيا قول إبليس:
قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم*ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين {لأعراف:16-17}، وقال أيضا: قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون * قال فإنك من المنظرين *إلى يوم الوقت المعلوم * قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين {ص:79-83}.
وهذه الخواطر التي تشكين منها وتكرهينها وتحاولين دفعها قد شكا من نظيرها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أحدنا يجد في نفسه يعرض بالشيء لأن يكون حممة أحب إليه من أن يتكلم به فقال: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة. رواه أبو داود وصححه الألباني، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به!! قال: وقد وجدتموه؟ قالوا نعم، قال ذاك صريح الإيمان.
فنبشرك أن هذا الضيق الذي تجدينه في صدرك من هذه الخواطر الخبيثة ومن هذه الوساوس هو من صريح الإيمان وعلامة على صدقه.
وانظري الفتوى رقم: 29452، ورقم: 19691.
وننصحك أن تكثري من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وأن تسألي الله الهداية، وأن يشرح صدرك وأن يريك الحق حقا ويرزقك اتباعه، ويريك الباطل باطلا ويرزقك اجتنابه، وننصحك بإدمان القراءة من المصحف والاجتهاد في تدبر كلام الله، فإن من تدبر معانيه وعقل ما فيه من بيان شاف وهداية عامة مع جزالة لفظه وإحكام أحكامه علم يقينا أنه تنزيل من حكيم حميد لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وننصحك بطلب العلم الشرعي، فهو من أهم وسائل دفع الشبهات عن القلب، واقرئي من الكتب ما يثبت عقيدتك مثل كتاب التوحيد، وكتاب الإيمان لعبد المجيد الزنداني، وكتاب العقيدة في الله للدكتور عمر الأشقر.
والله تعالى أعلم.