السؤال
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته,و بعد: سؤالي هو: ماهي الحكمة في وصف الحق سبحانه لجبريل وهو مفرد بالملائكة في سورة آل عمران-39: (فنادته الملآئكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيـى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين.) وكذلك في آل عمران-42 :(وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين). أفيدونا أثابكم الله مع الشرح وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن القرآن الكريم أنزله الله تعالى بلسان العرب وجرى على أساليبهم في الخطاب قال تعالى: (بلسان عربي مبين) [الشعراء:195] وقال تعالى: (كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون) [فصلت:3] وقد جاءت الآيتان على أساليب العرب في الخطاب، وقرأ حمزة والكسائي (فناداه الملائكة )، فقيل المراد هنا جبريل والتعبير بلفظ الجمع عن الواحد جائز في العربية، كقوله تعالى:( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم ) [آل عمرآن:173] والمراد ب"الناس" الأولى في الآية نعيم ابن مسعود .
وقيل المعنى ناداه جميع الملائكة وهو الظاهر من إسناد الفعل إلى الجمع والمعنى الحقيقي مقدم فلا يصار إلى المجاز إلا لقرينة، ولا يحمل تأويل القرآن إلا على الأظهر والأكثر من الكلام المستعمل في ألسن العرب دون الأقل ما وجد إلى ذلك سبيل، وليس في الآية ضرورة تحمل على القول بأن الملائكة في الآية خصوص جبريل دون جماعتهم. وبهذا يظهر جواز الاحتمالين، ورجحان القول الثاني. وإليه ذهب أكثر أهل التفسير.
والله أعلم.