لا يمكن القطع بثبوت ما يذكره المؤرخون ولا بناء الأحكام الفقهية عليه

0 207

السؤال

هل سرد الأحداث التاريخية في كتاب البداية والنهاية مؤكد قطعا أم أن هناك تساهلا في ما اعتمد عليه ابن كثير من الروايات حيث إن الغرض الأول هو القصص وليس الأحكام والفقه والغرض من السؤال أنني وجدت بعض العلمانيين يستشهدون بما ورد في كتاب البداية والنهاية عن قصة اختيار عبد الرحمن بن عوف لعثمان خليفة وفي أنه استشار النساء في بيوتهن! وبالرجوع للمصدر المذكور وجدته والأدهى أنه يذكر أن عبد الرحمن استشار الولدان ! وعزى ابن كثير ذلك لابن جرير
والسؤال. هل يمكن أن يبنى موقف فقهي على كتاب قصصي لابن كثير وابن جرير ؟؟ وما مدى صحة روايات ابن جرير في سرد القصص .أرجو الإفادة بغزارة علما بأن جميع كتب الحديث كالبخاري وغيره عند سردهم لقصة عثمان والشورى في اختياره قالوا إن كل مداولات عبد الرحمن كانت مع أهل بدر ورؤوس المهاجرين والأنصار وقواد الجيوش ولم يقل أحد أن عبد الرحمن كان يدخل على النساء في بيوتهن ليسألهن المشورة ويسأل الولدان!

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن العلماء كانوا يتساهلون في رواية أمور السير والتاريخ ويشددون في أمور الأحكام والعقائد. وبناء عليه فإنه لا يمكن القطع بثبوت ما يذكره المؤرخون من الروايات ولا بناء الأحكام الفقهية عليه، بل لا بد من مراجعة الأسانيد حتى يتأكد من معرفة صحيحها من ضعيفها. وتاريخ الطبري وكتاب البداية والنهاية يوجد فيهما بعض الحكايات التي ضعف أسانيدها أهل العلم. وقد جمع الشيخ الألباني رحمه الله الصحيح من سيرة ابن كثير في مؤلف خاص سماه صحيح السيرة النبوية فيمكنك الاستفادة منه في هذا المجال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة