السؤال
كيف نوفق بين قوله تعالى {كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه} و قوله تعالى:{فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم}؟
كيف نوفق بين قوله تعالى {كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه} و قوله تعالى:{فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم}؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا تعارض بين الآيتين الكريمتين، فقول الله تبارك وتعالى: كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل {آل عمران:93}، قال عنه أهل التفسير: كل المطعومات كانت حلالا لبني يعقوب عليه السلام لم يحرم منها شيء عليهم إلا ما حرمه يعقوب على نفسه، وكان ذلك قبل نزول التوراة، لأن التوراة لم تنزل إلا بعد ذلك بزمن طويل على موسى عليه السلام.
وكان الذي حرمه يعقوب على نفسه هو لحوم الإبل وألبانها بنذر أقره لله تعالى عليه، وكان ذلك جائزا في شريعته، وكان ما عدا ذلك من المطعوم حلالا عليهم قبل نزول التوراة، فلما نزلت التوراة على موسى حرم عليهم فيها بعض الطيبات التي كانت حلالا عليهم قبل ذلك بسبب ظلمهم وبغيهم، وفي ذلك يقول الله تعالى: فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا* وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل وأعتدنا للكافرين منهم عذابا أليما {النساء:160-161}، فكان التحريم والتضييق عليهم عقابا لهم من الله تعالى لهم على تلك الجرائم التي أشار القرآن الكريم إلى بعضها، ولم يكن ذلك في عهد إسرائيل (يعقوب عليه السلام) وإنما كان بعده في عهد موسى عليه السلام، وبذلك تعلم أنه لا تعارض بين الآيتين.
والله أعلم.