السؤال
أنا سيدة متزوجة منذ 10 سنوات وعمري 33 وذات جمال وعندي ولد وبنت زوجي رجل ذو أخلاق عالية، لكن المشكلة أنني لا أشعر بالرغبة الجنسية معه بتاتا لم يحصل أني استمتعت معه ولو لمرة واحدة معه بل أشعر بالقرف من الجنس معه، رغم أنني عندي أولاد ولكن لا أشعر بأنني متزوجة بل أحيانا كثيرة أنظر للرجال بشهوة وأشعر بحسرة دائما على حالي ونفسي وبالفترة الأخيرة أصبح عندي شعور اكتئاب وما أصعب هذا الشعور وأصبحت إنسانة أشعر بالملل والكآبة وأشعر بأن الحياة كلها لا معنى لها منذ زواجي كان هذا الأمر لا يهمني والآن بعد ما أصبحت بعد سن 30 بدأت أشعر بالرغبة في الجنس وبحاجة لهذه المشاعر لم أدع بابا لحل مشكلتي مع زوجي إلا وطرقته، ولكن للأسف بدون جدوى أنا الحمد لله ذات دين وأخلاق وأتقي الله بكل خطوة أخطوها وزوجي يعلم بهذه المشكلة حتى أصبح يشعر ببرود نحوي المشاعر المفروض أن تكون بين أي زوجين بالنسبة لنا معدومة اتفقنا مرات عديدة على الانفصال بتفاهم وقال لي لك الحرية فيما تقريرينه وأن يكون أولادك عندك أو عندي المهم قال لي ما ترينه مناسبا أفعليه وأنا موافق، ماذا أفعل أخاف إن تركته أخاف على أولادي وأخاف على نفسي من المجتمع إن هذه المشكلة أمامكم وآمل من الله عز وجل أن تفيدوني بحل يرضي الله ويرضيني؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواضح أن زوجك هذا رجل طيب وفاضل بدليل ما ذكرت عنه من تفهم لهذه المشلكة التي تؤرقك دائما وهي عدم الرغبة في الجنس معه، ثم اعلمي أن هذا الشعور بعدم الرغبة قد يكون مرده إلى سحر أو عين، ولمعرفة العلاج راجعي الفتوى رقم: 8343، والفتوى رقم: 16755.
كما أنه من المحتمل أنه يعود إلى عدم اهتمام زوجك بمظهره، ومعلوم أن المرأة تحب تجمل الرجل لها كما يحب هو أن تتجمل له، روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: إني أحب أن أتزين للمرأة كما أحب أن تتزين لي المرأة لأن الله تعالى يقول: ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف.
وعلى كل فإن زالت المشكلة بمعالجتها عن طريق أحد تلك الأسباب فاحمدي ربك وإلا فالذي نراه مناسبا بالنسبة لحالك هو أن تصبري مع هذا الزوج الطيب الذي قد رزقك الله منه الذرية، وعليك بملازمة تقوى الله تعالى لأنه القائل: ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا {الطلاق:4} وكثرة دعائه سبحانه لأنه وعد السائلين بالإجابة في قوله جل ثناؤه: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون {البقرة:186}.
ثم إننا نرشدك إلى أمر لعل فيه فائدة وهو الكف عن التفكير في غير زوجك من الرجال والتطلع إلى أحوالهم، وأخيرا ننصحك بعدم التعجل في طلب الطلاق من زوجك فمن يدري لعلك بذلك تكونين سببا في تضييع نفسك وولديك وهذا مالا نتمناه لك، بل عليك بالصبر والاحتساب، ونذكرك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
والله أعلم.