السؤال
هل ممكن أن يصلي شخص صلاة استخارة عن شخص آخر معروف عنه بالدين والتقوى بما يخص بموضوع الزواج، وإن صلى هذا الشخص التقي صلاة استخارة لي بخصوص الزواج حيث تقدم لخطبتي شاب وعندما استيقظ لم يكن مرتاحا وتفسير الحلم كان غير جيد بخصوص الزواج منه؟
هل ممكن أن يصلي شخص صلاة استخارة عن شخص آخر معروف عنه بالدين والتقوى بما يخص بموضوع الزواج، وإن صلى هذا الشخص التقي صلاة استخارة لي بخصوص الزواج حيث تقدم لخطبتي شاب وعندما استيقظ لم يكن مرتاحا وتفسير الحلم كان غير جيد بخصوص الزواج منه؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فلا تغني الاستخارة من شخص لآخر، لأن الاستخارة كما قال ابن القيم في زاد المعاد: توكل على الله، وتفويض إليه، واستقسام بقدرته وعلمه، وحسن اختياره لعبده، وهذا لا يحصل إلا من الشخص نفسه.
وعليه، فنوصيك بالاستخارة بنفسك لنفسك، ولا حرج في تكريرها، فقد ذهب الجمهور من الحنفية والمالكية إلى استحباب تكرار صلاة الاستخارة، لكون ذلك نوعا من الإلحاح في الدعاء الذي يحبه الله سبحانه وتعالى، وكان النبي صلى الله عليه وسلم: إذا دعا دعا ثلاثا، وإذا سأل سأل ثلاثا. رواه مسلم.
ولأن صلاة الاستخارة وما يتبعها من دعاء إنما شرعت طلبا للخيرة منه سبحانه، فإذا لم يحصل للمستخير انشراح وطمأنينة فيما استخار الله فيه كرر ذلك حتى يحصل له الانشراح والطمأنينة، وقد صرح الشافعية بذلك ولم يحصروها بعدد.
أما تحديدها بسبع، فقد ورد في حديث أنس عند ابن السني ونصه: يا أنس إذا هممت بأمر فاستخر ربك فيه سبع مرات، ثم انظر إلى الذي يسبق إلى قلبك، فإن الخير فيه. وقد حكم الحفاظ بضعفه، منهم الإمام النووي والحافظ العراقي.
أما ما يسبق صلاة الاستخارة من هوى يجده المستخير اتجاه الأمر الذي يستخير الله فيه، فيقول الإمام النووي في ذلك: وينبغي أن يفعل ما ينشرح له صدره، فلا ينبغي أن يعتمد على انشراح كان له فيه هوى قبل الاستخارة، بل ينبغي للمستخير ترك اختياره رأسا، وإلا فلا يكون مستخيرا لله، بل مستخيرا لهواه، وقد يكون غير صادق في طلب الخيرة، وفي التبري من العلم والقدرة وإثباتهما لله تعالى، فإذا صدق في ذلك تبرأ من الحول والقوة، ومن اختياره لنفسه.
وأما ما يراه النائم فلا عبرة به، لأن الحلم بعد الاستخارة يحتمل أن يكون بسبب الاستخارة، ويحتمل أن يكون بسبب الحالة النفسية التي يعيشها المستخير من التوتر والهم بأمر الاستخارة، لأن من أصناف الرؤيا أن يرى الشخص ما يهم به، ومن أصنافها الرؤيا الصالحة، والاعتماد في شأن الاستخارة إنما هو على انشراح الصدر وتيسر الأسباب.
وعلى كل حال، فالصحيح أن من استخار الله حق الاستخارة، فلن يفعل إلا ما فيه خير له بإذن الله، ولو لم ينشرح له صدره هذا هو الصواب، فإن لم ينشرح صدره لشيء، فإن الخير فيما أقدم عليه.
قال كمال الدين الزملكاني - كما في حاشية الجمل -: إذا استخار الإنسان ربه في شيء فليفعل ما بدا له، سواء انشرحت له نفسه أم لا، فإن فيه الخير، وليس في الحديث اشتراط انشراح الصدر.
والله أعلم.