السؤال
ما هي سنة الرسول في معاملة النساء عامة وزوجاته خاصة وما هي سنته في ليلة الزفاف.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإنه لا يمكن في فتوى الإجابة بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من حسن العشرة لسائر الناس، ولزوجاته خاصة، وذلك لما جبله الله عليه من الأخلاق والخصال الحميدة والصفات الرقيقة ولا عجب في هذا لأن الله تعالى وصفه بقوله: وإنك لعلى خلق عظيم {القلم:4}. ويقول هو صلوات الله وسلامه عليه عن نفسه: إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق. رواه أحمد وصححه الأرناؤوط. وفي رواية للبيهقي: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق. ولاشك أن من له أدنى إلمام بسيرته صلى الله عليه وسلم يدرك علو أخلاق رسولنا صلى الله عليه وسلم وحسن تعامله مع الناس عامة حتى مع أولئك الذين آذوه وحاولوا قتله. ومن كان هذا طبعه وهذه حاله مع أعدائه فلا تسأل عن حسن عشرته وخير صحبته لأهله وهو القائل صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي وصححه الألباني. ومن مظاهر ذلك أنه صلى الله عليه وسلم كان يراعي شعور زوجاته ويساعدهن في العمل إذا احتجن إلى ذلك، أخرج البخاري عن الأسود قال: سألت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته، قالت: كان يكون في مهنة أهله تعني خدمة أهله، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة. وفي مسند أحمد وصححه الأرناؤوط عن عروة عن أبيه، قال: سأل رجل عائشة هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته شيئا، قالت: نعم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخصف نعله ويخيط ثوبه ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وفيا مع زوجاته حتى بعد الوفاة، ومن ذلك ما رواه البخاري عن عائشة قالت: ما غرت على امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة هلكت قبل أن يتزوجني لما كنت أسمعه يذكرها، وأمره الله أن يبشرها ببيت من قصب وإن كان ليذبح الشاة فيهدي في خلائلها منها ما يسعهن. أما تعامله مع غير زوجاته من نساء الصحابة فكان قمة في الحق والطيب، فقد كان يحث على الرفق بهن، وعلى إعطاهن حقوقهن كاملة، وكان يستمع إلى شكاويهن، وقد بلغ من حرصه على هذا أنه خصص لهن يوما يستقبلهن فيه. أخرج البخاري عن أبي سعيد الخدري: قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوما من نفسك فوعدهن يوما لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن...أما بخصوص سنته في ليلة الزواج فذلك يعلم من تشريعه صلى الله عليه وسلم، وقد سبق طرف من ذلك في الفتوى رقم: 10267.ولمزيد من الفائدة ينبغي مراجعة كتب الحديث وكتب السير. والله أعلم.