السؤال
سيدى الفاضل جزاكم الله خير الجزاء وجعله فى ميزان حسناتكم - من هو من جعل إلهه هواه؟ - كيف يكون؟ - وما رأيكم فيمن يلقى (يرمي ) بورقة فيها أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم دون أن يقرأها - وعندما نقول له على أي شيء (ردها إلى الله ورسوله) يقول أنا أعرف أنا أعرف - ويرفض استشارة أهل الذكر فيما اختلفنا فيه
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد روي عن ابن عباس أنه قال في قوله تعالى: أرأيت من اتخذ إلهه هواه {الفرقان: 43} قال: لا يهوى شيئا إلا تبعه. وروي عن قتادة أنه قال في تفسيرها: كلما هوى شيئا ركبه، وكلما اشتهى شيئا أتاه، لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى، كذا نقله السيوطي في الدر المثور عنهما، وذكر غير ذلك من الأقوال، فراجعه.
وأما إلقاء الأوراق التي تحوي أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم فإن كانت فيها نصائح موجهة له فالواجب قبول النصح والسمع والطاعة لله ولرسوله، فإن رد الحق من الكبر المذموم والإجرام العظيم. وقد قال الله تعالى: إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون {النور: 51}. وقال تعالى: ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون {السجدة: 22}.
وقال صلى الله عليه وسلم: الكبر بطر الحق وغمط الناس. رواه مسلم.
وأما إلقاء الأوراق على الأرض فهو مناف لتعظيم شعائر الله الذي هو من تقوى القلوب، وقد بينا حرمته وخطورته في الفتوى رقم: 1064.
وأما الرجوع للعلماء المحققين عند الخلاف لمعرفة حكم الله في أمر ما فهو واجب المسلم عملا بقول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا {النساء: 59}.
وقد فسر أهل العلم أولي الأمر بالعلماء والأمراء المستقيمين، وراجع في خطورة اتباع الهوى والتكبر الفتاوى التالية أرقامها: 39475، 28477، 24081، 30224.
والله أعلم.