0 671

السؤال

أنا الآن في شهور العدة، والصراحة أنا ما يشترونه لأطفالي لا يعجبني، كحاجات المدارس وغيرها من حاجات، كما أنه توجد لي مراجعات للطبيب، مما يدعوني أن أحتك بالرجال، وكلما أسأل إمام مسجد يعطيني جوابا مختلفا، مع العلم أني خرجت بعض المشاوير، فهل لذلك كفارة أم ماذا أفعل؟ وخروجي كان قبل الغروب. أرجو الإفادة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب على المرأة المتوفى عنها زوجها الإحداد مدة العدة، وللإحداد أحكام تجب مراعاتها، نوجزها في خمسة أمور:

الأول: لزوم بيتها الذي مات زوجها وهي ساكنة فيه، فتقيم فيه حتى تنتهي العدة، وهي أربعة أشهر وعشرا لقوله تعالى: والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا [البقرة: 234] إلا أن تكون حبلى، فعدتها تنتهي بوضع الحمل، لقوله تعالى: وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن [الطلاق:4]، ولا تخرج من بيتها إلا لحاجة أو ضرورة كمراجعة المستشفى للعلاج، وشراء حاجتها من السوق كالطعام ونحو ذلك، إذا لم يكن لديها من يقوم بذلك.

الثاني: ليس لها لبس الجميل من الثياب (فلا تلبس ثيابا تعد ثياب زينة).

الحكم الثالث: ألا تتجمل بالحلي بجميع أنواعه من الذهب والفضة، والماس واللؤلؤ وغيره، سواء كان ذلك قلائد أو أساور أو غيرها حتى تنتهي العدة.

الرابع: ألا تتطيب بأي نوع من أنواع الطيب، سواء كان بخورا أو دهنا، إلا إذا طهرت من الحيض، فلها أن تستعمل الطيب في المحل الذي فيه الرائحة الكريهة.

والحكم الخامس: ألا تتزين في وجهها أو عينها بأي نوع من أنواع الزينة أو الكحل، والأمور التي يستطيع غيرك القيام بها مما لو قمت أنت به استلزم ذلك خروجك من البيت لا تقومين بها أنت، بل كلفي من يلبي طلباتك.

ولا حرج في كلامك مع الرجال مادام في حدود الأدب والاحتشام، وإنما النهي عن الخضوع بالقول، قال تعالى: فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض [الأحزاب:32].

وينبغي أن يعلم أن كلام المرأة للرجل يكون في حدود الحاجة، وليس لذلك الأمر علاقة بالعدة، وإذا حدثت مخالفة من المعتدة وفعلت ما ينبغي لها تجنبه، فعليها الاستغفار والتوبة وعدم تكراره، وليس له كفارة غير ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة