السؤال
كنت أريد الاستفسار بالنسبة لعدم زواج البنات الراغبات في الزواج، ولكن لم يأت نصيبهن، فهل هو عقاب وغضب من الله عز وجل أم لا علاقة للموضوع بالغضب وعدم الرضا من الله، وما الحل لهذه المشكلة في الدولة الإسلامية وخاصة أن ظاهرة العنوسة تزداد بشكل واضح؟ وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قال الله تعالى: إنا كل شيء خلقناه بقدر {القمر:49}، وقال صلى الله عليه وسلم: كل شيء بقدر حتى العجز والكيس. رواه البخاري، فكل شيء بقدر ومن ذلك الزواج.
ولكن الله سبحانه قدر الأشياء وجعل لها أسبابا وطالب العبد بالقيام بها فلتسع الفتاة بقدر استطاعتها لتحصيل اسباب الزواج، وإن من أهم الأسباب الاستقامة على دين الله وترك معصيته، قال الله تعالى: فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا* يرسل السماء عليكم مدرارا* ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا {نوح: 10-11-12}، وقال تعالى: من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون {النحل:97}، وقال الله تعالى: ومن يتق الله يجعل له مخرجا* ويرزقه من حيث لا يحتسب {الطلاق:2-3}, وقال تعالى: ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا {الطلاق:4}.
ومما لا شك فيه أن للذنوب أثرا وشؤما على العبد حتى في أمور دنياه وفي تعسير أموره، قال جل وعلا: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير {الشورى:30}، بل إن العبد يحرم الرزق بسبب معاصيه، ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. رواه أحمد.
وبالعكس فإن الطاعة جالبة للرزق والخير للعبد كما تقدم في الآيات السابقة، وهذا في الغالب وإلا فقد يحدث أن ينعم الظالم والعاصي وتسهل أموره ويقتر على التقي الطائع ويضيق عليه امتحانا وابتلاء وليس لإكرام هذا ولا إهانة ذاك، كما قال الله تعالى: فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن* وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن {الفجر:15-16}، وأما عن العنوسة وعلاجها فقد تقدم في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 21353، 19517، 38083، 20044 فنحيلك عليها، ونسأل الله سبحانه أن ييسر أمر زواج ونكاح شباب وبنات المسلمين وأن يجنبهم الفتن.
والله أعلم.