السؤال
أنا فتاة جزائرية من حيث الحجاب أنا مكشوفة الوجه والكفين، أسأل ما حكم وضعيتي وأنا طالبة بمعهد الطب. مع العلم أنه عندنا أمرنا كله اختلاط ابتداء من الدروس النظرية فنحن في اختلاط كما أننا نجري تربصات كلها اختلاط وأحيانا ملامسة الرجال سواء من مرضى أوغيرهم، والمهم في أمري كله أنه سنمر بمرحلة قادمة نجري فيها تربصات ليلية أي أننا نكون في اختلاط نساء ورجال ونبيت في المستشفى، للإشارة توجد غرفتنا نحن الإناث التي نبيت فيها مقابل غرفة للرجال لا يفصل بيننا سوى متر أو مترين، أفتوني جزاكم الله عن الإسلام كل خيرا. كذلك ما رأي فضيلتكم في من جاء يطلب يدي للزواج لكنه اشترط علي الانقطاع عن هذه الدراسة لأنها في رأيه كلها حرام في حرام. بارك الله فيكم والسلام عليكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فشأن المرأة أن تبقى في بيتها كما أمر الله تعالى حيث قال: وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى {الأحزاب: 33}. ومع ذلك فإنه يباح لها العمل إذا احتاجت إليه، أو احتاج إليه مجتمعها، ولا شك أن عمل النساء في الطب مما يحتاج إليه المجتمع فللمرأة أن تعمل فيه، ولكن بشرط أن تستر عورتها وتجتنب الاختلاط بالرجال على الوجه المحرم، وتحذر من كل ما يؤدي إلى الفتنة، فإن رسول صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. وما ذكرته الأخت الكريمة من كشف الوجه والكفين محرم اتفاقا إذا خشيت منه الفتنة، ومختلف فيه عند أمنها. ومحرم كذلك اختلاط المرأة بالرجال على الوضع الشائع الآن، وكذا تحرم ملامستهم لغير ضرورة ملجئة أوحاجة شديدة، ولا سيما إن كان ذلك في تربصات ليلية كما ذكرت. ووجود غرفة مبيت النساء غير منفصلة عن غرفة الرجال إلا بمتر واحد شر كبير أيضا وداع للفتنة.
وعليه؛ فما قاله خاطبك من أن ما أنت فيه حرام قول متجه بل هو عين الصواب، والصواب أن تنقطعي عن هذه الدراسة وتتزوجي بمن خطبك. وإذا أمكنك متابعة تخصصك هذا في مؤسسة أخرى يؤمن فيها ما ذكرت فلا بأس بذلك إذا رضي به زوجك.
والله أعلم.