السؤال
أعاني من مشكلة مفزعة فأنا أصبحت شديدة النسيان في الوقت الحاضر فعندما أتحدث في التليفون كمثال فمجرد وضعي السماعة أنسى ما كنت أتحدث فيه، وكذلك حينما أذاكر دروسي وبعد حوالي ساعتين تقريبا لا أتذكر إلا حوالي 10 أو 20% من كل ما ذاكرت، مع العلم بأن دراستي كلها لغة إنجليزية أي ليست فهما ولكنها حفظ قواعد وكلمات وجمل أو فقرات كما أنني أعاني بين الآونة والأخرى من حزن شديد وأشعر بمرار في حلقي، وأما ما جد في حياتي هو شيء بداخلي متجمد أو متحجر تجاه الأشياء وأكثر ما يؤلمني هو علاقتي بربي فأنا أصلي كتأدية واجب بل وأسرح كثيرا في الصلاة، ولا أعلم كم عدد ركعاتي، أفيدوني أفادكم الله فكل هذه المشاكل تعتبر كارثة في حياتي، مع العلم بأني سيدة أبلغ من العمر 25 عاما وأم مرضع وتحياتي لكم؟
سؤال آخر: أود معرفة كيفية الوضوء الصحيح والصلاة الصحيحة وأود الإجابة تفصيليا نوعا ما؟ وجزاكم الله خيرا عنا وعن جميع المسلمين.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الخطأ والنسيان من صفات بني آدم، ولذلك رفع الله عن هذه الأمة المؤاخذة به، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. رواه ابن ماجه وحسنه النووي، وقال الله جل وعلا: ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا {البقرة:286}، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله تعالى قال: قد فعلت. رواه مسلم عن سعيد بن جبير.
ولا شك أن نسيان المحفوظات ينشأ -غالبا- عن عدم المراجعة أو قلتها، وما دمت تراجعين وتنسين، فينبغي لك التكرار، فقد روى الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنما مثل صاحب القرآن، كمثل صاحب الإبل المعقلة، إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت.
ومن أسباب النسيان أيضا المعاصي، قال الإمام الشافعي يرحمه الله:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي * فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نــــور * ونور الله لا يؤتاه عاصي
وقد لبس على النبي صلى الله عليه وسلم في القراءة بسبب معصية أحد المأمومين، ففي مسند أحمد عن رجل: أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح، فقرأ بالروم فتردد في آية، فلما انصرف، قال: إنه يلبس علينا القرآن، إن أقواما منكم يصلون معنا لا يحسنون الوضوء، فمن شهد الصلاة معنا فليحسن الوضوء. وحسنه الشيخ شعيب الأرناؤوط.
فإذا كانت المعصية قد تؤثر على غير العاصي، فتأثيرها على العاصي نفسه من باب أولى، ونحن نوصيك بدوام المراجعة، وتقوى الله والاستمرار في الدراسة، مع التوجه إلى الله بالدعاء بمثل ما روي عن ابن عباس أنه كان يدعو به وهو: اللهم ذكرني ما نسيت، واحفظ علي ما علمت، وزدني علما.
وأما صفة الصلاة، فقد بيناها في الفتوى رقم: 8249.
وأما صفة الوضوء، فقد بيناها في الفتوى رقم: 7503.
وأما أسباب الراحة والخشوع في الصلاة، فقد بيناها في الفتوى رقم: 9525.
والله أعلم.